قررت الصحفية والمدونة والمؤثرة سلامة الناجي الإنسحاب من نقاشات مواقع التواص الإجتماعي بعد يأسها من محاربة الفساد لمدة 15 سنة من انخراطها في سجالات الرأي العام.
وأشارت في تدوينة وفيديو أسباب انسحابها سواء المتعلقة باليأس وعدم تغير الأوضاع، وكذلك نظرا لرغبتها في الهظوء والتفرغ لحياتها الخاصة بعد بلوغها 40 سنة.
وننشر رسالة وداعها تعميما للفائدة:
الحاضر يعلم الغايب أن الفيديو الذي نشرت أمس (7 يناير 2023) عن فضيحة مباراة المحاماة هو آخر فيديو من ذاك النوع. السيدة التي تشاهدون أمامكم عندها 40 سنة.
منذ سن 25 سخرت اهتمامي كله للنشر عن الفساد والمطالبة بربط المسؤولية بالمحاسبة وخضت في مواضيع سياسية اقتصادية حقوقية وشخصيات بغاية الحساسية..
بشيء من البركة وشيء من النية أفلت مما سقط فيه مدونون غيري.. السجن.
لكني تحملت الضغط من كل الجهات، من بعض جهات المخزن وعملائهم ومواقعهم بالمراقبة والنبش ومحاولة الضرب في مصداقيتي وحجب صفحاتي... من جهة بعض الصحافيين بالغيرة والحسد والتبخيس والتشهير الجنسي... ومن بعض الشعب بالسباب والاتهامات الكاذبة التي تستنزف القلب: إن تكلمت مدفوعة ومدفوع لي وإن صمت بِعت...
خضت حروبي لوحدي دون مساندة حزب أو نقابة أو جمعية أو نادي أو تضامن صحافيين أو مناضلين أو حقوقيين ولا حتى دعم عائلة أو أصدقاء. ابتلعت الشتائم والاتهامات لوحدي وتألمت لوحدي وشحنت عزيمتي بمفردي وعدت للوقوف والرد عن نفسي بنفسي.
صبرت أمام الإغراءات المادية ولم أبع ضميري وقناعاتي بمنصب برلماني أو حزبي أو بمال.
ولا شيء تغير في العهد الجديد.. الذي كان يُسيّر بوجوه قديمة.. اليوم يُسيّر بتلك الوجوه وأبنائهم!
هم لم يسأموا من السلطة ومالها وامتيازاتها.. لكني تعبت وسئمت ومللت من الصراخ.
النضال يحتاج القوة والحماس والشغف والنفس الطويل..
لكن انعدام أي نتيجة يحبط العزيمة..
وتقدم العمر يدعو إلى مراجعة النفس والمسار.
وأعتقد أنه من الأنانية أن أطالب بالاستمرار فوق طاقتي..
ومن قلة الذوق وقلة الشهامة أن يستمر البعض، كلما انفضح ملف ريع أو فساد، بالضغط علي للخروج والحديث..
أعرف جيدا طريقة النرجسيين في الابتزاز: بعتي الماتش - هناك أمر ما - واش هددوك - ما هذا الانبطاح - سالاو بيك...
هو أسلوب يثير فقط الاشمئزاز لكن لا يثيرني لأعود عن قراري.
هذه المحطة بالنسبة لي انتهت.
أحتاج للانتقال لمحطة أخرى، أكثر هدوءا، وأمانا، وخصوصية، وراحة نفسية. لأشارك أفكاري معكم بعمق ونضج في إطار مركز تفكير NeoMoroccans المغاربة الجدد .. أن أعد مرجعية الحزب.. أن أتم كتابة وإصدار كتابي..
ولذلك فأرجو احترام سني وطاقتي وقراري.
محبتي للجميع. - مايسة سلامة الناجي
++++++++++++
www.youtube.com/elmayssa