17‏/12‏/2022

من خلفيات هزم المغرب أمام فرنسا


 لا يمكن أن تكون للهزيمة المرة والقاسية للمنتخب المغربي لكرة القدم في نصف نهاية كأس العالم أمام المنتخب الفرنسي بدون حساب، يجب محاسبة رئيس الجامعة الذي فشل فشلا ذريعا في خلق الأجواء الملائمة لانتصار المغرب على فرنسا. وكان طرفا في الصراع مع اللاعبين على عهد المدرب السابق خاليلوتش، وطعن في مستوى اللاعبين والمدربين المغاربة. ونعت وليد الركراكي ب"الدري".أي الطفل الصغير. كما أن انتخابه على رأس الجامعة مطعون فيه ديمقراطيا. علاوة على حالة التنافي الحاصلة في كونه وزيرا في الحكومة المغربية، ورئيسا للجامعة الملكية لكرة القدم. وهذا مخالف لقوانين الفيفا التي تشترط استقلال اتحادات الكرة عن الحكومات.

لاعبو المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم محترفون ويعرفون قواعد المهنة وينفذون بانضباط تكتيكي توجيهات المدرب. وأبانوا عن قتالية وطنية نادرة. وقاموا بدورهم وأكثر. والشعب المغربي شكرهم وشجعهم وأوفى جزاءهم بل أن الجماهير العربية والإفريقية ساندتهم بقوة غير مسبوقة. وأصبحت ترى نفسها وأحلامها المكبوتة فيها. 

أما فيما يخص السياسة الرياضية فلا يمكن أن نسكت عنها. والهزيمة القاسية أمام فرنسا لايمكن أن تمر.

والمطلوب فتح تحقيق حول المشاركة واستدعاء لجنة استطلاع برلمانية للتحقيق في أسباب هذه الهزيمة الماحقة التي أحيت فينا ذكريات خيباتنا التاريخية وتجعلنا نتساءل هل نحن لسنا بشرا كأيها الناس حتى يستعصي علينا النجاح والتفوق في مجال الرياضة وكرة القدم التي أجزم أن ملايين المغاربة يلعبونها بشكل يومي. ويطال هذا السؤال مجالات أخرى.

وأنا لا أتفق مع ثقافة تحويل الهزيمة الى انتصار وكأن الهزيمة قدر لم يكنب الا علينا. لهذا يتعين الأخذ بأسباب تحقيق الإنتصار الرياضي. من دمقرطة الجامعة والأندية، وخلق المدارس وإعادة الإعتبار للرياضة المدرسية....الخ.

وبالعودة الى السياسة الرياضية يجب وضع النقط فوق الحروف. واستدعاء وزير الرياضة الى البرلمان لتقديم الحساب. فالهزيمة تبقى هزيمة وكل محاولة لتحويلها الى انتصار هو علامة من علامات المرض النفسي. 

إن صانعي الهزيمة لا يمكن أن يصنعوا الإنتصار. فليضعوا المفاتيح لمن هو أهل.

وستعمل الدعاية الرسمية على التقليل من حجم الهزيمة وتحويلها الى انتصار فارغ تعزيزا للنظرية المخزنية القديمة المتجددة: " العام زين".

قد يقول جاحد لماذا تفسدون فرحة المغاربة؟ 

نقول لهم إن الإعتراف بالهزيمة مقدمة لتجاوزها ولا تحجب عنا الإنجازات الإستثنائية للفريق الوطني في نهائيات كأس العالم 2022 الوضعية المتأزمة للسباسة الرياضية الوطنية هي أزمة بنيوية ذات أبعاد سياسية واضحة. فالرياضة قطاع حكومي قائم الذات وهذا القطاع هو المسؤول عن تدبير الرياضات في البلد.


بقلم اسماعيل طاهري

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: من خلفيات هزم المغرب أمام فرنسا Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top