ساحكي لكم هذه القصة التي جعلتني أعرف كفنان ملتزم بقضايا الوطن والإنسان، رغم أنني كنت حينها لا أدرك جيّدا حتى معنى الإلتزام في الفن.. أنا لي على يمين الصورة كنعزف على آلة البانجو، وهادي مجموعة غنائية كانت ترافقني في أواخر الثمانينات على مستوى حي باب الفتوح ومنطقة العدوة بفاس. ومادام أنها كانت لها شعبية واسعة بالمنطقة، وبإمكانها جمع الجوقة والناس دالحومة كاملين، تمت المناداة علينا للمشاركة في مناسبة وطنية لي هي عيد الشباب يعني عيد ميلاد الراحل الحسن الثاني. بالفعل اكتظت ساحة باب الفتوح بالشباب من محبين وعشاق المجموعة آنذاك. إضافة إلى مشاركة مجموعة من الفرق الفلكلورية كناوة وعيساوة وأحيدوس وعدد من الفرق الشعبية.. في الحقيقة لم نكن حينها نفهم في السياسة جيّدا. ولم يكن لنا وعيا سياسيا كافيّا لتقديم فن ملتزم كما هو متعارف عليه. وإنما يالاه جينا نغنيو ونحتافلو بعيد سيدنا الله ينصرو، بحالنا بحال جميع المغاربة لي كانت مقلوبة عليهم القفة آنذاك...
حين صعدنا للمنصة على تصفيقات وهتافات الشباب ديال الحومة قلنا زعما نقدمو ليهم أغنيتي الجديدة آنذاك لي هي "البنك الدولي". ورغم انتهاء زمن الاغنية.اختتمناها بمقاطع كتبها لنا أحد الطلبة الله يذكرو بيخير ومقطعها يقول. (لن نركع أبدا لن نركع...ولن يرهبنا صوت المدفع) وهو في الحقيقة مقطع لأغنية لها علاقة بفلسطين، ولا علاقة لها بالمغرب ومشاكله بتاتا.. ولكن يالاه بدينا بترديد هذا المقطع بان لينا الصف الأمامي لي كان كالسين فيه العامل والباشا والقايد وعدد من المسؤولين ماشي على ما يرام. حيث أن العامل هضر فودنين الباشا الذي بدوره هضر فودنين القايد لي كلف المقدمين باش يطلبو منا التوقف عن الغناء. ولكن حنا ماقدرناش نوقفو الغناء أمام الحماس والتجاوب لي كانو عايشينو الشباب لي أغلبيتهم تلاميذ وطلبة مع هاد الأغنية. لكن العبقرية ديال المخزن خلاتو ينوّض كناوة وعيساوة وفرقة آحيدوس باش يطلعو للمنصة ويحجبو رؤيتنا من طرف الجمهور. وبداو كطبلو جميعا فالوقت لي حنا كنغنيو فيه باش يشوشو علينا وكاع ما تتسمع أصواتنا وسط التطبال وحتى الفرقة ماتبانش للجمهور. وهذا ما ساعد البوليس السري باش ينزلونا من فوق المنصة بلا مايحس الجمهور. وعاد دارو بينا مور التقويصة ديال باب الفتوح، وتما بدا التصرفيق قبل ما يقولو لينا، يالاه سيرو تق... آولاد الق..
هاد الواقعة هي لي كانت سبب شهرة المجموعة بالمنطقة. ووصل صداها حتى للإعلام ديال الإتحاد الإشتراكي، وبعد ذلك اتصلت بي حركة الطفولة الشعبية الي أسسها الشهيد المهدي بنبركة، وايضا بعض أعضاء الشبيبة الإتحادية باش نبقاو نقدمو أعمالنا الفنية فالأنشطة ديالهم. وبعذ ذلك مشاركاتي العديدة في أمسيات الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة ظهر المهراز، وكل الجامعات المغربية. بالفعل استوعبنا الدرس وعاد عرفنا أن الأغاني ديالنا ماصالحاش للأنشطة الرسمية. لكن للأسف بسبب هاد الحادث، المجموعة الغنائية تفرقات وتشتتات وأعضائها حلفو بيمينهم ما يعاودو يغنيو ولا حتى يذكرو على فمهم شي حاجة إسمها الغناء. وهذا هو السبب لي خلاني نكمل المسيرة غير وحدي بعزف منفرد وغناء منفرد دون أية مجموعة غنائية. لأن هاد المجموعة كانت آخر مجموعة غنائية لي كانت كترافقني في ذلك الزمن.
إوا هادشي لي كاين وحجايتنا مشات مع الواد وهاحنا مستمرين مع الجواد...
0 التعليقات
