رحل اليوم شاعر اليمن الكبير عبد العزيز المقالح الى الأبدية.
ولكنه شاعر لن يموت وستخلد نصوصه الشعرية الجميلة الى الأبد في ديوان/مدونة الشعر العربي.
المقالح شاعر كبير من عمالقة الشعر العربي خلال تاريخه الطويل.
يختزل اليمن كله بتعدده بحروبه وسلمه وخناجره المعلقة على الصدور..
والبندقية معلقة في بيت النوم في كل بيت يمني. ليس استعدادا للحرب ولكن كرمز أمن وأمان.
قصائده كأنها منحوتة في جبال اليمن السعيد كقصبات متراصة كلوحة تشكيلية انطلاعية.
الشاعر عبد العزيز المقالح يختزل اليمن كله في قصيدته منذ قصيدة/قصيدة/ آية الهدهد وبلقيس الى الحرب الأهلية الجارية التي جعلت المقالح يدخل في عزلة حزن وكمد على مصير بلاد لم تعد السعادة فيها سوى وصف زائف لواقع مرير..
....
تعرفت- كغاو - على كتابات المقالح خلال نهاية الثمانينيات في مجلة العربي حيث كان يواضب على نشر مقالات متحررة من القيود الأكاديمية لكونه أستاذا باحثا في جامعة صنعاء.
وأعتبره شخصيا من المثقفين النادرين الذين يتقنون الكتابة عن المعيش اليومي في شكل يوميات لأماكن ومدن وعواصم ودول زارها..قلمه سيال كنبع أم الربيع.
وعندما يكتب المقالح الشعر تحس أنه شخصية أسطورية كشاعر من العصر الجاهلي يكتب قصائد الشعر الحر متحررا من صخب البحور وأهوال المحيطات.
وهو من الشعراء النادرين الذين سموا باللغة العربية الى الأعالي وجددوا تعابيرها وأساليبها منذ نهاية القرن العشرين الى الآن ويقارع بنصوصه تجربة محمود درويش وأدونيس ونزار قباني وسعدي يوسف ولكن له قارة خاصة به لا يشبه شعره الا شعره.
ورحيله اليوم خسارة كبيرة للثقافة العربية.
بقلم اسماعيل طاهري
0 التعليقات
