تنظم مؤسسة حسن المنيعي للدراسات المسرحية والإبداع الأدبي والفني” ندوة وطنية في موضوع: ” الثقافة النقدية عند حسن المنيعي: ثوابت ومتغيرات “ أيام 11/12/13/ نونبر 2022
ورقة الندوة :
ارتبطت تجربة المرحوم حسن المنيعي في الكتابة النقدية بمرحلة مهمة من تاريخ النقد الأدبي والفني في المغرب المعاصر، ذلك أن الحضور الوازن للرجل في المشهدين الثقافي والأكاديمي على امتداد خمسة عقود ، منذ فجر السبعينيات من القرن الماضي وحتى رحيله مع نهاية العقد الثاني من القرن الحالي، بوأه مكانة مميزة ضمن كوكبة من المثقفين والنقاد والباحثين الذين بصموا ،بقوة ، مسار المغرب الثقافي المعاصر بعطاءاتهم الإبداعية والفكرية والنقدية.
فحسن المنيعي راكم طيلة حياته أعمالا نقدية متنوعة انصبت على مختلف الأجناس الأدبية والفنية بما فيها الشعر والرواية والمسرح والتشكيل والسينما، كما مارس الترجمة. وقد استطاع بذلك أن يؤسس لثقافة نقدية متنوعة و حداثية، تقوم على أسس متينة يتفاعل فيها الفكر والمعرفة والجماليات، وتحكمها رؤى منهجية مفتوحة على التعدد والتنوع والتجاوز، وتسندها معرفة غنية بتاريخ الأدب والفنون، ويغنيها حضور قوي في المشهد الثقافي المغربي وانفتاح على كل أجياله وتياراته وحساسياته، عبر القراءة والمشاهدة والتلقي المنتج.
وقد استطاع حسن المنيعي أن يجعل من ثقافته النقدية جسرا بين انشغالاته الأكاديمية باعتباره أستاذا للأجيال في الجامعة المغربية، وبين هواجس الثقافة المغربية المتطلعة إلى الانفتاح على الآخر وإلى ترسيخ قيم المجتمع الحداثي القائم على الحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية. لذلك، فهو لم يمارس النقد بهاجس تجريب المناهج الحديثة، وإنما مارسه من منطلق ترسيخ الثقافة النقدية في السياق المغربي بما تحمله من قيم الانفتاح والحوار والتفاعل الإيجابي مع الأفكار الجديدة التي تغني الفكر وتطور المقاربات وتنوع القراءات.
ولعل الصورة التي دافع عنها حسن المنيعي بخصوص مفهوم النقد تؤكد ذلك من منطلق كونه ممارسة تنصب أساسا وبشكل تفاعلي على مختلف الأجناس التعبيرية، أدبا كانت أم فنا، بما يتيح للمعارف والنظريات والمناهج النقدية أن تشتغل بنوع من الدينامية والمرونة دون انغلاق عقدي أو منهجي.
إن الوقوف عند ثوابت الثقافة النقدية ومتغيراتها عند حسن المنيعي من شأنه أن يعيد اكتشاف ما أسس له هذا الرجل من رؤى وتصورات ومقاربات انصبت على مختلف الأجناس التعبيرية، وإن كان المسرح قد نال الحظ الأوفر بالنظر إلى ما راكمه المنيعي من كتابات متنوعة وغزيرة في هذا الباب.كما أن إعادة قراءة مساره النقدي من شأنها أن تلقي الضوء على مختلف الآفاق المعرفية والجمالية والتربوية التي فتحها بإسهاماته للجيل الجديد من النقاد والدارسين والباحثين في المجالات الأدبية والفنية في المغرب المعاصر.
وعليه ،فإن هذه الندوة الوطنية التي تنعقد في ذكرى رحيله الثانية تستهدف بالأساس إعادة محاورة التراكم النقدي للمرحوم حسن المنيعي من زوايا متعددة منها :
– موقع الأجناس الأدبية والفنية في المسار النقدي عند حسن المنيعي
– مفهوم النقد والناقد لدى حسن المنيعي
– النقد والمعرفة عند حسن المنيعي
– النقد والجماليات عند حسن المنيعي
– النقد والتربية عند حسن المنيعي
– كتابات حسن المنيعي بين الدراسات المسرحية ودراسات الفرجة
– الترجمة وآفاقها المعرفية والنقدية عند حسن المنيعي
وتتطلع المؤسسة إلى جعل هذه الندوة العلمية لحظة وفاء وعرفان للمرحوم حسن المنيعي ، وتهيب بالمشاركين فيها اختيار محور ضمن المحاور المقترحة من أجل تسليط الضوء على جانب من جوانب الثقافة النقدية عند حسن المنيعي.
( ورقة من إعداد د.حسن يوسفي)