في ذكرى ارتكاب جريمة ضد الانسانية
قصيدة صبرا وشاتيلا
رحل الرجال الى الرحيل ...
والحرب نامت ليلتين صغيرتين...
وقدمت بيروت طاعتها وصارت عاصمة..
ليل طويل ..يرصد الأحلام في صبرا...
وصبرا نائمة.
صبرا- بقايا الكف في جسد قتيل..
ودّعت فرسانها وزمانها...
واستسلمت للنوم من تعب...
ومن عرب رموها خلفهم.....
صبرا- وما ينسى الجنود الراحلون من الجليل...
لا تشتري وتبيع الا صمتها...
من أجل ورد للضفيرة...
صبرا- تغني نصفها المفقود بين البحر والحرب الأخيرة:
لمَ ترحلونَ ....
وتتركون نساءكم في بطن ليلٍ من حديد؟
لمَ ترحلونْ ....
وتعلّقون مساءكم فوق المخيم والنشيد؟
صبرا-تغطي صدرها العاري بأغنية الوداع
و تعد كفيها و تخطيء..
حين لا تجد الذراع..
كم مرة ستسافرون..
وإلى متى ستسافرون..
و لأي حلم؟
وإذا رجعتم ذات يوم...
فلأي منفي ترجعون...
لأي منفي ترجعون ؟
صبرا –تمزق صدرها المكشوف...
كم مرة.....تتفتح الزهرة...
كم مرة.....ستسافر الثورة؟
صبرا-تخاف الليل . تسنده لركبتها...
تغطيه بكحل عيونها. تبكي لتلهيه...
رحلوا و ما قالوا....شيئا عن العودة...
ذبلوا و ما مالوا....عن جمرة الوردة!
عادوا و ما عادوا....لبداية الرحلة...
و العمر أولاد....هربوا من القبلة...
لا..ليس لي منفى..لأقول : لي وطن...
الله....يازمن...
صبرا –تنام،و خنجر الفاشي يصحو...
صبرا تنادي .. من تنادي...
كل هذا الليل لي, و الليل ملح....
يقطع الفاشي ثدييها....يقل الليل...
يرقص حول خنجره ويلعقه. يغني لإنتصار الأرز موالاَ...
ويمحو..في هدوء...
في هدوء لحمها عن عظمها..
و يمدد الأعضاء فوق الطاولة...
و يواصل الفاشي رقصته...
و يضحك للعيون المائلة...
و يجن في من فرح و صبرا لم تعد جسداَ...
ركبها كما شاءت غرائزه،و تصنعها مشيئته
و يسرق خاتما من لحمها ويعود من دمها إلى مرأته...
ويكون –بحر....ويكون-بر...
ويكون-غيم....ويكون-دم..
ويكون-ليل....ويكون-قتل.
ويكون-سبت...وتكون-صبرا...
صبرا تقاطع شارعين على جسد...
صبرا-نزول الروح في حجر...
و صبرا- لا أحد....
م.د🇵🇸