![]() |
محمد نجيب كومينة |
نظام الجنيرالات، الذي ارتقى الى درجة المارشالية في الغباء السياسي والاستراتيجي، يعلن عن تقسيم التراب الجزائري مع البوليزاريو وجمهورية الوهم بشكل رسمي.
ذلك ان النظام الغبي اراد ان يظهر للجزائريين ان الاستعراض المنظم في ذكرى انقلاب العسكر على ثورة الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي ان الحضور لم يكن مخيبا، رغم انه اقتصر على الدكتاتور الكونغولي منغستو و الرئيسين التونسي والفلسطيني، ولذلك نظم حفلة استقبال ووداع للرخيص ابراهيم غالي، العميل. وقد كان مثيرا للضحك والسخرية ان الوزير الاول الجزائري، الذي يجهل الجميع اسمه، هو من تولى توديع الرخيص في مطار الجزائر بعد نهاية الاستعراض نيابة عن تبون، وكان الامر يتعلق برئيس دولة حقيقية لها وجود في الواقع، بينما كان الجميع يعرف ان الرخيص، العميل المسخر، ذاهب فقط الى تندوف الخاضعة لحكم نظام الجنيرالات كي يعود بعد ذلك الى مقر اقامته بالجزائر العاصمة واستئناف وظيفته كعميل للمخابرات العسكرية الجزائرية.
توديع الوزير الاول الجزائري للرخيص، الذي بات اسمه الرسمي في وثائقه الجزائرية هو بن بطوش وليس الاسم الذي اطلق عليه في الرحامنة حيث راى النور قبل ان يلفه الظلام، يعني ان النظام الجزائري بات يقتسم التراب الجزائري مع من خلقهم ورعاهم وعول عليهم لبلوغ اهدافه الجيوسياسية الموؤودة، وانه يعترف بوجود جمهورية صحراوية في جنوب الجزائر بعد ان صار جمهورية الوهم ورطة يصعب عليه الانفلات من فكي كماشتها.
هذه هي الدلالة الوحيدة الممكنة لتوديع الوزير الاول الجزائري للرخيص في المطار، اي الاعتراف باقتسام الجزائر بين تبون، او بالاحرى رئيسه شنقريحة المسعور، وبين الرخيص، خادم شنقريحة المطيع، و للتعويض عن فشل انشاء دويلة تابعة للنظام الجزائري في الصحراء المغربية، كما منى النفس بذلك من حكموا الجزائر وبدروا موارد وامكانيات الجزائر لانشائها، فانه يبدو ان النظام الشنقريحي الغبي بصدد خلق وضع تصبح فيه الجزائر قسمان، شمالي وجنوبي، كما حصل في السودان التي لم يدخر النظام الجزائري جهدا لتقسيمه عبر دعم صريح و متعدد لانفصال السودان الجنوبي، مستغلا غباء نظام الجنيرال البشير الذي كان شبيها بالنظام الجزائري على اكثر من صعيد، اذا ما نزعنا الغلاف الايديولوجي الخارجي لكلا النظامين الذي لا يفيد شيئا
هل يرغب شنقريحة في تقسيم الجزائر مع حلفائه في بوليزاريو؟
سؤال مشروع يجب على كل جزائري ان يطرحه بهدوء ويقرا الوقائع والتطورات بامعان للجواب عليه
فالبين ان الفشل الدريع للمناورات ضد الوحدة الترابية للمغرب، و بروز توجه عالمي يتقوى باستمرار لتاكيد ودعم تلك الوحدة، و تكبد الجزائر لخسارات متوالية و متعاظمة، امور يمكن ان تدفع مجنونا كشنقريحة، ومن معه، الى تشتيت شمل الجزائر في الوقت الذي يتم فيه الترويج لجمع الشمل، اعترافا صريحا بان هذا الشمل مشتت مند زمن بعيد، وبالاخص مند العشرية السوداء التي ارتكب خلالها الحاكمون حاليا مجازر وجرائم في حق الشعب الجزائري تعتبر فعليا عمليات ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية.
لن اتفاجا غدا، ولن يتفاجا كل من يعرفون الوضع في الجزائر بعد تراكم عوامل الفشل، اذا قامت الحرب بين النظام العسكري الجزائري وبين البوليساريو في جنوب الجزائر.