حسن أبو أيوب رفض حضور مهرجان عالمي للشعر منح جائزة مرموقة لشاعر مغربي
بقلم: اسماعيل طاهري
رفض حسن أبو أيوب سفير المغرب، حاليا، في رومانيا وملدوفيا حضور افتتاح مهرجان عالمي للشعر منح جائزة مرموقة لشاعر مغربي.
يتعلق الأمر بالشاعر محمد بنطلحة الذي توج فائزا بالجائزة العالمية الكبرى ميهاي إيمينيسكو للشعر لعام 2022 التي نظمتها الأكاديمية العالمية ميهاي إيمينيسكو، يوم الثلاثاء الماضي 21 يونيو الجاري، خلال فعاليات مهرجان كرايوفا العالمي للشعر.
لا نعرف حيثيات الغياب، ولم يصدر السفير بيان في الموضوع. ولكن الدعوة وجهت له ولم يلب النداء.
وكتب الشاعر المغربي خالد الريسوني، الذي حضر المهرجان نفسه، تدوينة عميقة يقول فيها:
"دعي سفير بلادنا في رومانيا لحضور افتتاح مهرجان عالمي للشعر توج شاعرا مغربيا مميزا، لكنه لم يخيب رجائي شرفنا بغيابه الغبي والتافه".
وهذه فضيحة لا يجب أن تمر.
......
إن سلوك سفير المغرب في رومانيا، المقرف حقا، يفتح ملف سفراء المغرب بالخارج الذين ينتمون إلى أوساط تحولت الى لوبي يميز بين المغاربة على أساس الضمير والرأي، ولازلوا بجنون الى عهد "الوداديات الحسنية". والواجب هو عدم التمييز بين المغاربة في الخارج مهما كانت انتماءاتهم الثقافية والسياسية والمجالية والدفاع عنهم. وتمثيل دولة المغرب والدفاع عن صورتها ومصالحها ومنها الوقوف الى جانب من لديهم مشاكل من مواطنيها بالخارج، وكذا المتوجين بالجوائز والمسابقات الدولية سواء ذات طابع ثقافي او رياضي او علمي. وهذا واجب الوجود بالنسبة لأي سفير.
فمسطرة انتقاء السفراء يشوبها الغموض وما نعرفه أن أغلب السفراء والموظفين الكبار بالسفارات ينحدرون من عائلات بورجوازية محدودة (وقليل منهم له خلفية سياسية واضحة كالراحل الوفا والشاوي سابقا والمساري والرويسي وحسن طارق ولخصاصي،نبيل بنعبد الله ..) ويمكن الرجوع في هذا الباب الى تصريحات الراحل الأستاذ خالد الجامعي.
فالشاعر محمد بنطلحة شاعر كبير له حضور وازن في المشهد الثقافي المغربي والعربي يتجاوز أربعة عقود تمكن من الفوز بجائزة عالمية مرموقة، فكيف لا يتم حضور حفل توزيع الجائزة من طرف "سعادة السفير" واستقلباله في السفارة، واستغلال المناسبة للترويج للمغرب بوصفه "منبت الاحرار/ مشرق الانوار/ منتدى السؤدد..." كما جاء في النشيد الوطني الذي كتبه شاعر إسمه علي الصقلي.
.......
كيف يضيع هكذا دبلوماسي فرصة مثل هاته لتلميع صورة المغرب كأمة خلافة مبدعة.
كيف يتلقى الشاعر المغربي، الذي سبق له الفوز بجائزة الأركانة العالمية للشعر التي ينظمها بيت الشعر في المغرب، تهانئ كل الشعراء المشاركين في هذا المهرجان. وكذا المسؤولين الرومان وتجاهله ممثل بلاده الأول في رومانيا.
واذا كانت الدبلوماسية المغربية تسير بالتعليمات كما قالت الدبلوماسية والشاعرة وفاء العمراني، فهل هناك تعليمات للسفير المغربي برومانيا بمقاطعة حفل جالزة عالمية توجت شاعرا مغربيا كبيرا؟ هل لكونه محسوب على جيل شعراء السبعينات و"الشهادة والإستشهاد" ؟ ولازالت السلطة تصفي حساباتها القديمة معه.
واذا لم تكن هناك تعليمات، فعلى رئيس الحكومة معاقبة هذا السفير على هذا الخطأ الدبلوماسي الجسيم.
….
من هو بنطلحة؟
لقد بدا بنطلحة في الصور التي وصلتنا منشرحا وفي كامل مشمشه، وهو الخارج لتوه من نقاهة عمليتين جراحيتين في عينيه المتعبتين لكونه يرى ما لايراه الناس.، ولما لا وقد منح العضوية الشرفية في مهرجان ميهاي إيمينيسكو العالمي للشعر بكرايوفا كما نال الميدالية الذهبية التي تحمل اسم الشاعر رومانيا العظيم. وشرف بلاده في أدغال بوخاريس . وهذا اعتراف دولي نادر الحدوث، بالمستوى المرموق للتجربة الشعرية في المغرب.
لو حدث أن فاز شاعر أوروبي بمثل هذه الجائزة المرموقة لطار وزير الثقافة لحضور الإحتفالية وليس السفير.
ومع ذلك، هنيئا للشعر المغربي في شخص بنطلحة هذه المرة، شعر يتألق دوليا ولا يجد مسؤولين مغاربة يقدرونه داخل الوطن وخارجه.
فمن شرق أوربا ورائحة البارود تقترب من الحدود صدح الشعر المغربي الذي لا يدافع الا عن السلم والحب والإخاء بين الشعوب.
لكن تصرف السفير أفسد فرحة المغاربة خصوصا المثقفين، وبالأخص الشعراء و"الغاوين" الذين جاءهم برهان جديد على ريادة التجربة الإبداعية في المغرب وانتقالها من المحلية إلى العالمية, وأن فوز الطاهر بنجلون ومحمد بنيس وعبد اللطيف اللعبي، وليلى السليماني، …وغيرهم بجوائز دولية ليس نشازا.
كما أن تتويج بنطلحة برهان جديد على استمرار تحجر عقليات بعض المسؤولين الذين نتمنى أن يكونوا نشازا، من بقايا العهد القديم، ولازلوا يتصرفون "كذئب منفرد".
فمن هو بنطلحة الذي لا يعرفه "سعادة سفير التعليمات"؟
يجيب الشاعر في قصيدة تحت عنوان:
مُحَمَّد بنطَلحَة اِسمٌ مُسْتَعَارٌ
عِنْدَ هِيرُودُوتْ : هُوَ الذي، حِينَمَا عَثَرَ عَلَى بُرْجِ بَابِلَ
فِي صُنْدُوقِهِ الْبَرِيدِيِّ
عَثَر َ أَيْضاً
عَلَى
رُقْعَةِ شَطْرَنْجٍ
وَحِكْمَةٍ قَدِيمَةٍ : أَعْلَى مَرَاتِبِ الْحَقِيقَةِ، الْكَذِبُ
وَالْيَوْمَ، حَيْثُ كُلُّ الْحَقَائِقِ مُؤَجَّلَةٌ : النَّبِيذُ إِلَى الغَدِ ·
وَالذِكْرَيَاتُ إِلَى حَيَاةٍ غَيْرِ هَذِهِ· مَاذَا سَأَفْهَمُ؟
فِي مَوْقِعٍ : خَلِيّةٌ نَائِمَةٌ ·
وَفِي آخَرَ : لاَ يَنَامُ أَبَداً ·
أَنَا
كَيْفَ أَكُونُ مُعَاصِراً لَهُ
وَكُلُّ مَا بَيْنَنَا، مُنْذُ مَا قَبْلَ التَّارِيخِ
ظِلاَلٌ
وَأَقْنِعَةٌ ؟
…….
بقلم: اسماعيل طاهري