غصن آخر يسقط في صمت، رحل الرفيق محمد بودلال عن هده الدنيا الفانية،بعد مسار نضالي طويل إبان سنوات الجمر والرصاص كان الفقيد أحد الرموز المؤسسة لمنظمة 23 مارس "السرية" الماركسية اللينينية أواخر ستينيات القرن الماضي،وأحد مؤسسي التنظيم الحزبي اليساري "منظمة العمل الدمقراطي الشعبي" الذي أعلن الخروج الى العلنية في بداية ثمانينيات القرن الماضي..
ورغم كل الماسي التي عاشها بعد السجن و الفصل عن العمل في قطاع التعليم، كان الرفيق محمد بودلال مثالا في الثبات و الصمود، و مدرسة في الاخلاق النضالية و ممارسة الديمقراطية والمسؤولية.دفع ضريبة النضال وراء قضبان الاستبداد ضمن مجموعة مكناس،وطرد من وظيفة التدريس ليتولى بعد مغادرته المعتقل مسؤولية تأسيس فرع منظمة العمل الديمقراطي الشعبي،وتثبيت قواعد الحزب بوجدة والمنطقة الشرقية وآعطائه الاشعاع الذي يستحقه، اضافة الى تطوعه كمراسل لجريدة التنظيم "أنوال" وبعد مروره بعضوية اللجنة المركزية،سيحضى بثقة الرفاق لينتخب عضوا بالكتابة الوطنية للمنظمة،وكاتب عمود بجريدة الحزب تم مسؤول عن التحرير قبل وبعد الانشقاق،في بداية سنة 2000 قرر الفقيد اعتزال العمل السياسي نهائيا ووقف بعيدا يراقب في صمت ما يحدث من متغيرات لتجميع اليسار بطريقة فوقية وعشوائية، كان يعلم بحكم التجربة مآلها وفشلها...
رحل شامخا رافعا رأسه ، وسيبقى حاضرا بين رفاقه الذين عايشوه ولهم معه ذكريات سيعيد التاريخ قراءتها باستمرار......
*عزائنا واحد في فقدانه،ولعائلته و رفاقه في النضال أصدق عبارات المواساة.....
ماجد مصدق
0 التعليقات
