يرحل المرء ويترك وراءه ألسنة تتكلم عن مناقبه، فهناك فئة ترحل وتترك الأسى والأسف،ومكانها شاغرا يصعب ملأه بسبب ذماثة الخلق والنزاهة والاستقامة وحب الخير وخدمة الصالح العام وقول كلمة الحق مهما كلف دلك من ثمن،وأنبلها يحفر إسمه في الذاكرة الجماعية،وهناك فئة اخرى تدخل مزبلة التاريخ فورا بسبب نزعة الشر التي وزعتها يمينا ويسارا،وفقدانها للكرامة وميلها للظلم والفساد ومعارضة تطلعات الناس في الحرية والعدالة الاجتماعية،ومن هده الفئة الأخيرة نجد القاضي المثير للجدل،والمستشار الذي تم تكليفه بالقضايا السياسة حتى أن نادرا ما يكلف غيره بمثلها لمدة فاقت عقد ونصف قضاها على رأس غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء،وكأن ليس في هذه المحكمة من يمكن أن يضطلع بهذه المهمة الى درجة ان تم التمديد له الى ان استوفى المدة القانونية ثم أحيل على التقاعد في فبراير 2021 عن سن 76 سنة،مرت بين يديه ملفات ذات طبيعة سياسية محضة طرفيها الدولة/النظام من جهة ومحتجين على الاستبداد والفساد وفاضحي ناهبي الثروات الوطنية،وعلى الظلم والتفقير وقمع حرية الرأي والتعبير،اشهر تلك الملفات انتفاضة الريف،وعمر الراضي وتوفيق بوعشرين وغيرهم،تحمل وزر الحكم بالظلم وبدون ضمير إنساني ولا مهني،رحل تاركا وراءه سمعة سيئة وصورة مشينة عن قضاء التعليمات....
0 التعليقات
