لطالما صرخ أهالينا بالبوادي والجبال مستنجدين، صرخوا من أنفكوا من البرد والعراء فتصدقوا عليهم بقطعة أثواب بالية، صرخوا من الريف وطالب ناصر الزفزافي بمستشفى وجامعة وفرصة شغل فسجنوه 20 عاما، صرخوا من جرادة وطالب عمال مناجم الفحم بحق الشغيلة فاعتقلوهم، صرخوا من كتامة وطالبت الساكنة بوقف متابعة مزارعي الكيف وفك العزلة فأجلوا المشروع، صرخوا من طاطا وطالبوا بمعالجة أطفالهم من اللاشمانيا وبالماء الصالح للشرب فأهملوهم.
اليوم صرخ ريان من قاع البئر صرخة المغرب العميق المنسي وجعل العالم كله ينظر إلى مغربنا العميق المنسي...
وكأنه يقول للنظام المغربي: كفى من التماطل، كفى من المراوغة، كفى من التعتيم والتمويه والتمييع والتجميل والتضليل لواقع قبيح فقير بئيس مهمش..
إننا لا نسمع هنا بندير التنمية ولا نرى مغرب الاستثناء..
حان الوقت لكي تصب كل مؤسسات الدولة المغربية - حالا - كل اهتمامها وتجعل أولوية أولوياتها تأهيل المغرب المنسي بالماء والكهرباء والسكن اللائق والطرق المعبدة والمستوصفات والمدارس.
لدينا صناديق عدة مشتتة مخصصة للكوارث، وميزانيات مخصصة لمؤسسات اجتماعية واقتصادية لا عمل لها غير هدر المال العام، ولدينا دعم خارجي، ولدينا أثرياء يمكن رفع الضريبة على ثرواتهم وزيادة الضريبة على الدخل المرتفع ومحاربة التهرب الضريبي خاصة للمقاولات الضخمة والقابضات، ولدينا ميزانية من ممارسة التقشف على خدام الدولة رواتبهم وتنقلاتهم وفندقتهم وقطع باقي النفقات على مساكنهم وسياراتهم، ويمكن جمعها كلها لهذا الغرض، والحرص على صرفها كما ينبغي، وجلب شركات أجنبية إن لم نكن قادرين على تحقيق الهدف بسرعة وفعالية.
لم يعد أي مكان للتردد والتماطل، فنحن في القرن 21 ولا يجوز وجود عائلات تبحث عن المياه من الآبار وعن الطريق السيار وعن مستوصف ولا تجده.
ريان آخر فالشاون، وريان فبومية، وريان فتندرارة، وريان فطاطا، وريان فالسمارة ينتظرون.. وينظرون.. عسى أن لا يخدلهم مغرب 2022. وعلى جميع المغاربة أن يحولوا طاقة تعاطفهم وألمهم إلى مطالب بتغيير الوضعية لأجل ريانات لازالوا على قيد الحياة. (للنشر والتعميم مشكورين)
- مايسة سلامة الناجي
(حقوق الصورة: وكالة الأناضول)
0 التعليقات
