لازلت تحت وقع الصدمة التي خلفها رحيل صديقي وأستاذي الفنان عبدالسلام المريني، فليس من السهل على المرء أن ينسل ويتخفف من كل هذا الركام من الذكريات والتفاصيل الصغيرة منها والكبيرة، التي خلفتها 24 سنة كاملة من عرى الصداقة بيننا.
تعرفت على الأستاذ المريني أواسط التسعينات عبر أعماله الفنية أول الأمر، التي حببت لي فن الكاريكاتير، كنت حينها أتهجى أولى حروف هذا الفن بشغف كبير، وكنت أتابع ما تخطه يدا المريني على صفحات الخضراء الأصيلة، التي كانت حينذاك جريدة كبيرة في قالب محلي .
في سنة 1998 نظمت معرضا لخربشاتي المبتدئة بالمكتبة العامة بشارع الحرية، لأفاجأ بزيارة كريمة قام بها المريني للمعرض، وكتب كلاما لايمكن أن ينمحى من ذاكرتي أبد الدهر: أسلوبك هو أسلوب محترفين، وفقك الله..!
شكلت هذه الكلمات بداية صداقة استثنائية جمعتني بالمريني، لطالما عبر عنها بطريقته: إنك تختلط لي بين أبنائي فلا أكاد أميز بينكم ..!
عاش المريني على الكفاف والعفاف وغنى النفس، ظل مكابرا عزيزا إلى آخر رمق، عاشقا للحياة وللمرأة، وفيا وقريبا لأصدقائه، ومحترما عطوفا على أسرته وأبنائه وكان يردد باستمرار: علمت أولادي الحب فأحبوني..!
محليا شكل المريني جسرا بين أجيال رسامي طنجة، بين جيل مؤسس برز بعيد الإستقلال وآخر ظهر إبان التسعينيات
رحم الله الفقيد عبدالسلام المريني وأكرم مثواه.