05‏/11‏/2021

اليزيد البركة يفضح تحيز فرانس 24 في قضية الشاحنتين


البروباكاندا التي تغذيها أوساط فرنسية واسبانية ‏ تابعنا جميعا خبر حرق شاحنتين جزائريتين قيل أنه أدى إلى وفاة ثلاثة جزائريين واحتراق ‏الشاحنتين، وتابعنا مصدر الخبر منذ أن جاء في مواقع الكترونية تابعة للعسكر الجزائري ثم ‏في مواقع الكترونية اسبانية، أو تستوطن اسبانيا، ثم مواقع للبوليزاريو ثم وكالة فرانس بريس ‏ثم فرانس 24 .. ثم بيان الرآسة الجزائرية والدعوة إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الجزائري ‏إلى قرار المجلس الوطني الجزائري الذي يؤيد موقف الرآسة الذي بني على مواقف مجلس ‏الأمن الجزائري بالتصعيد ضد المغرب، إلى رسالة العمامرة للمنظمات الدولية، شبكة معقدة ‏من التحركات السياسية والدبلوماسية والإعلامية، ولكنها كلها خرجة مدروسة من طرف ‏عسكر الجزائر وتصرفت معها بعض الأطراف الخارجية مثل فرنسا واسبانيا إعلاميا على ‏الأقل وفق استراتيجية زرع الألغام والخلافات وتأجيجها لتبقى دون حل على مر الأزمنة.‏ لنا مثال ساطع على هذه الاستراتيجية في برنامج وجها لوجه الذي تبثه فرانس 24 والذي ‏خصصت حلقته الأخيرة لحادث الشاحنتين ومقتل ثلاثة جزائريين وعملت على بثه بسرعة ‏فائقة بدون حتى انتظار تقرير دورية المينورسو التي سارعت إلى عين المكان. ولو أن معد ‏البرنامج اختار للبرنامج عنوانا محايدا : " من يدق طبول الحرب" فإنه بذلك يبدو أحسن من ‏بعض المغاربة الذين يماثلون بين المغرب والعسكر الجزائري في التصعيد ، لكن هذا الحياد ‏في العنوان فإن فقرات البرنامج ورسائله ذهبت بعيدا في تأييد العسكر. وبدل المهنية الصحافية ‏اعتمد معد البرنامج المعادي لحق تقرير مصير الشعب المغربي في وحدته الترابية على ‏التفسيرات الواردة من العسكر والرآسة الجزائرية وعلى سكوت المغرب ومحاولة التلميح ‏بإدانته ما دام ساكتا قائلا : وكأن المغرب بعدم تقديم روايته يستخف ولا يعطي للأمر أي ‏أهمية . وفي نفس الوقت قدم تقريرين من الجزائر والمغرب لا يمكن اعتبارهما عملا صحفيا ‏بل عملا سياسيا مدسوسا يرمي في نهاية المطاف إلى الميل اتجاه التفسيرات الجزائرية ‏ولتكمل الصورة جلب في الوجه المدافع المغرب صحافي حقيقي من الأهرام حاول أن يكون ‏متوازنا وركز على ضرورة الحوار بين الجارين بينما الوجه الآخر برهن عن عدائية لا تفسير ‏لها إلى درجة أنه اتهم العنصر الأمازيغي المغاربي والمغربي أساسا بدفع المغرب إلى اقتراف ‏الهجوم وقتل ثلاثة جزائريين حيث بالغ إلى حد أحرج معد البرنامج ورد عليه في الحال لأنه ‏فضح الخديعة في اعداد برنامج هزيل ومبني على الأساطير.‏ كثير من الناس صحافيين ومثقفين وكتاب ومنهم حتى مغاربة مع الأسف مولعين أشد الولع ‏بالفكر السياسي الاستعماري الفرنسي ويحصرون التراب المغربي في ما يلائم تماما الإدارة ‏الفرنسية في المغرب والإقامة العامة فيه ، فذهنية أغلبية الفرنسيين أمس والبعض منهم اليوم الذين ما يزالون متأفرين بالثقافة الاستعمارية لا يوجد فيها إلا خريطة الإقامة العامة. وكل ما يتبجحون به عؤلاء الناس اليوم هو فكر وثقافة فرنسية استعمارية تركتها لنا في ‏السياسة والقانون ولاقتصاد والجغرافيا والأدب وكله منتوج لذاك الحيز الجغرافي الضيق.‏ الأحداث في العالم كثيرة وتشتعل بسرعة فائقة ومع ذلك لا تجد فرانس 24 أي شروط سهلة ‏لإحضار دولتين متخاصمتين إلى التنابز وجها لوجه إلا في البلدان التي كانت مستعمرة، ولا ‏أدري ماذا يدفع المغرب لتسهيل مأمورية إعلام ما يزال ينهل من سياسة ما يطلق عليه الدولة ‏العميقة التي لم تتخل عن عصب الاستراتيجية الاستعمارية في التعامل مع الدول المستعمرة ‏سابقا ومع نخبها. البرنامج السابق يظهر أن معد البرنامج الذي يحقد على المغرب ويحلم ‏بتجزيئه خدمة لأجندة الاستعمار ولأجندة الجزائر لم يجد هذه المرة مغربيا ولا جزائريا يلبي ‏دعوته نظرا لأن الحادث كان ما يزال غامضا تلفه أيادي استخباراتية جزائرية ولكن مع ذلك ‏تم جلب صوت غير محايد أفقد البرنامج حتى تلك المسحة السحرية التي أراد لها أن تغطي ‏العيوب المهنية التي تنضح من كل فقرات البرنامج.‏ بدل كل العنترية التي حاول بها معد البرنامج تمرير تخيلات على أنها حقائق اضع أمام ‏القارئ بعض المعطيات التي تفند ما ذهب إليه البرنامج وما أراد معده أن يغذي به العقول:‏ ‏- الصورة جانبه تبين دورية المينورسو في عين المكان الشيء الذي يدحض الاتهامات ‏الأولي أن الحادثة وقعت في الأراضي الموريطانية ويدحض رواية الرآسة على أنها ‏وقعت في الطريق التجاري بين الجزائر وموريطانيا وهو طريق أحدث في 19 غشت ‏‏2018 ويمر بعيدا عن الصحراء المغربية لكن حضور المورينسو إلى مكان الحادث ‏يبين أنه داخل الصحراء ويبعد عن الجدار ب 25 كلم ومعروف أن هذا المكان تمرح ‏فيه البوليزاريو عادة وقد كانت موجودة قرب الشاحنتين وهما تحترقان بدليل نشره ‏لصور الاحتراق ‏ الدورية وجدت أن البضاعة التجارية التي تحدتث عنها الرآسة غير موجودة‎-‎ ‏- لاحظت الدورية أثر رماد يضم بقايا مادة إطفاء الحريق الشيء الذي يبين أن هناك ‏أشخاص في نفس وقت الاحتراق عملوا على إخماد النيران ‏ لم تجد الدورية أية جثة ‏‎- ‎ ‏ لاحظت سلامة هيكل الشاحنتين كما هو ظاهر في الصورة.‏‎-‎ هذا هو الوجه وإن لم تكتمل كل قسماته بعد ونحن في انتظار تقرير رسمي للمورينسو ‏الذي سيرفعه إلى الأمين العام للأمم المتحدة وفي انتظار اتضاح كل معالم الصورة فإنه ‏كاف ليكون ساطعا وظاهرا في مقابل وجه معد البرنامج البعيد عن الرسالة النبيلة ‏للصحافة. ‏ ‏ ‏



  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: اليزيد البركة يفضح تحيز فرانس 24 في قضية الشاحنتين Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top