الثلاثاء، 7 سبتمبر 2021

على هامش مقال يحيى بن الوليد "النسوية الاسلامية. فاطمة المرنيسي أنموذجا"


اسماعيل طاهري


أشار الدكتور يحيى بن الوليد في دراسته القيمة، الى أهمية تجربة فاطمة المرنيسي في الدفاع عن قضايا المرأة وتشريحها للعنف الرمزي والمادي الذي عانت منه المرأة بفعل الدكورية واليات اشتغال السلطة ونظرتها للمرأة.

خلافا لما قاله الدكتور يحيى بإن المرنيسي لم تحظى بالاهتمام الكافي بها في حياتها. فيكفي القول انها المرجع الاول للحركة النسائية بالمغرب، ويكفي العودة الى الصحافة الوطنية للوقوف عند هذه الحقيقة خصوصا جريدة 8 مارس.


لقد شكلت المرنيسي قاعدة فكرية لليسار المغربي وأضحت كمن يقدم دلائل في التاريخ القديم والمعاصر عن معاناة المرأة وتقدم بدائل لتجاوز هذه الوضعية، من خلال اقترابها من تعاونيات نسائية ونقلها لشهادات حية من قلب معاناة المرأة العاملة في مهن بسيطة، واقتربت حتى من عاملات الجنس والفلاحات القرويات، وكذا النساء ضحايا التشيؤ الرأسمالي في المدن الكبرى.


لهذا كانت بحق مرجعا للفكر الحداثي المتنور واسما على علم الى جانب العروي والجابري والخطيلي.

وبالنسبة للدراسات الاكاديمية السوسيولوجية النادرة حولها فالامر يرتبط بمحاربة الدولة لعلمي السوسيولوجيا والفلسفة..

ومع ذلك يمكن الجزم ان فاطمة المرنيسي مفكرة مغربية سيبقى صداها ممتدا في الزمن لقرون قادمة وستنضاف الى قائمة "النبوغ المغربي" القصيرة في القرن العشرين والتي تضم علال الفاسي. عبد الله العروي. عابد الجابري. الخطيبي محمد عزيز المصباحي، عبد الله كنون، طه عبد الرحمان، محمد بلحسن الوزاني، شيخ الاسلام محمد بلعربي العلوي، محمد جسوس، محمد وقيدي، محمد سبيلا،محمد المصباحي....وغيرهم كثير منهم من قضى ومنهم من ينتظر.

لا تخف يا صديقي يحيى فمكانة المرنيسي محفوظة في ذاكرة الفكر المغربي الى يوم الدين.

مشكلتنا اليوم هي انقراض ظاهرة الاهرام الثقافية والقامات الفكرية والقامات الإبداعية نظير فاطمة  المرنيسي والعروي والجابري.

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: على هامش مقال يحيى بن الوليد "النسوية الاسلامية. فاطمة المرنيسي أنموذجا" Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top