طنجة. السبت 3 يوليوز2021
أصيلة حزينة وخاوية من السياح. ساخنة بالمقارنة مع طنجة. عصابة بنعيسى الثقافي- على وزن الحجاج الثقفي- تستغل طيبوبة الأهالي لدرجة استشرت وسطهم ثقافة التسول والتواكل والطمع. والذي يهزم الطماع هو الكذاب.
وأكبر كذاب عرفته المدينة هو بنعيسى لأنه أغرق الجماعة في مجموعة من المقررات الكاذبة نظير المنطقة الصناعية التي لم ترى النور، المشارع الكبرى المهيكلة، وعرقلة محاربة دور الصفيح فنصف السكان يقيمون في أحياء الصفيح أو أحياء عشوائية.
والمدنية كانت منهارة اقتصاديا قبل كورونا واليوم فهي مقبلة على ثورة جياع.
المخزن تحالف مع بنعيسى الذي أغرق المدينة في المشاكل مما قضى على كل أمل لشباب المدينة التواق الى التحرر والانعتاق.
ولكن ليس باليد حيلة. فكل المعارضين الإتحاديين واليساريين والإستقلاليين وحتى من الاحرار والدستوري والعدالة والتنمية قضى عليهم بنعيسى ويستقطب منهم زعماءهم المحليين لخدمة أجندته كنواب له في الجماعة أو كديكور في مكاتب منتداه وحماه. أو رهط من "قوم تبع".
واليوم فقد استقطب دفعة جديدة من أعضاء من المعارضة وخصوصا اليسار الجذري ليرشحهم معه في الانتخابات.
أصيلة مقبلة على أفق مسدود في الانتخابات المقبلة، فإذا أعيد انتخاب بنعيسى على رأس الجماعة للمرة السابعة على التوالي- كالرئيس السوري بشار الأسد- فتندلع ثورة جياع ستحرق الأخضر واليابس. والمناوشات الدامية بدأت تظهر للعيان .
من خلال جولتي لمدة ست ساعات في المدينة التقيت خلالها بعدد من الفاعلين السياسيين والمدنيين احسست بدرجة بالغة من الحزن والقلق مما يجري في المدينة. فدرجة الإحباط بلغت مبلغها لدى الأهالي. إصلاحات في الكورنيش لا تنتهي في عز موسم الصيف ، انتشار مقاه وأكشاك وزعها بنعيسى الثقافي على مريديه في حملة انتخابية سياحية علنية وبمباركة السلطات المحلية. والمدنية خاوية على عروشها من السياح.
ماذا أقول عن أصيلة من خلال ست ساعات تحت شمسها الساخنة، الحارقة؟
الشاطئ جميل يغري العاشقين بالحياة الصاخبة. والناس تنتظر الذي يأتي ولا يأتي.
أصيلة مدينة تنام على المحيط الاطلسي وهي مخدرة بحقن الثقافة والفن الخاوي.، ومستعمرة من طرف منتدى أصيلة اللاثقافي.
فالمخزن يمنح بنعيسى أجرة يومية تتجاوز مليون سنتيم لشراء الذمم و"القفف" ومحاربة المعارضين وتطويق مصالحهم الإقتصادية وتمويل الذباب الإلكتروني للضرب تحت الحزام لكل من رفع رأسه ضد الظلم والحرمان لاستغلال النفوذ.
فوزارة الداخلية تمنح منتدى أصيلة الثقافي من مالية الجماعة 400 مليون سنتيم سنويا. وبنعيسى نفسه هو رئيس الجماعة وهذا غير قانوني وغير أخلاقي. وفيه حالة تنافي بينة. علاوة على منح المنفعة العامة ومنح البترودولار الخليجي التي ملأت خزائن بنعيسى.
ولذلك حول للنظام بنعيسى الى أمير مزور على أصيلة. ولكن شرارة النضال لدى فئات متجددة من النخب لم تنقطع في أصيلة رغم تعرضها باستمرار لحرب الاستنزاف بفعل الاستقطابات التي يباشرها بنعيسى ورهطه المنتشر في دوالب الإدارة والمجتمع بقوة الحديد والمال، واستعانته بمرتزقة من الخبراء الأجانب. حيث يتم الزج بمعارضيه في السجون، ويجرجر آخرين في المحاكم ويدفع بالنخب الحية الى مغادرة المدينة والانتقال العيش في طنجة او تطوان.
والخلاصة أن الانتخابات القادمة ستمثل فرصة أخرى لسكان المدينة وقواها الحية المنقسمة على نفسها لاحداث التغيير وإبعاد بنعيسى عن رئاسة الجماعة.
والأمر صعب، ولكن ليس بالمستحيل.
ولا يمكن التنبؤ بما قد تصنع الشعوب عندما يضيق بها الحال.
ورغم كل المآسي فهناك هامش في أصيلة للتمتع برغد الهدوء والسكينة، وهناك هامش لشم نسيم البحر وتلذذ فواكهه، والضياع هياما في مشاهد ساحرة للغروب الجميل، وككل المدن الشاطئية التي تعري صدرها للغروب، وتتوهم عن حق أنه أجمل غروب في العالم. تغريك بالركوب على موج وهمها الجميل.
إنه ،هنا والآن، غروب شمس أصيلة الحارقة، الدافئة، الباردة ..غروب يمنح الجسد برهة للقبض على روحه ويعيدها آلى الحياة في ليالي أصيلة المليئة بالنخب والنجوم المجنونة.