تعازينا
رحل في غفلة منا
رحمه الله
أستاذ فلسفة الحداثة ومربي الأجيال يرحل
انا لله وانا اليه راجعون
كورنا اللعين كان في الموعد وأجهز على سبيلا في وقت انقطع الجميع الى تفاصيل موسم الحج واحتفائية أضحية العيد الكبير.
يا لها من مرارة..لم تشبع منه مدرجات الجامعة المغربية، وهو الذي يكاد يختص في تأصيل مفهوم الحداثة، ويبحث عن الشروط المستحيلةة لتحققها للعيان في مجتمع مغربي ودولة /لا دولة مخزنية عصيان على الفهم بسهولة.
سبيلا قامة فكرية كبيرة من الصف الأول في المغرب آلى جانب كل من العروي و الجابري وطه عبد الرحمان والحبابي والخطيبي وسالم يفوت والمصباحي..
ساهم بقوة في النقاش العمومي في عقد انتقال الحكم وليس الانتقال الديمقراطي، وانخرط بحماس في مشروع جريدة الزمن ومنشوراتها. وكان مثالا للمثقف المستنير الذي هبط من برجه العاجي ليناقش تفاصيل المشروع الحداثي بتفاصيله وتشعباته وتناقضاته، وكان يتفادى مطبة السقوط في جبة السياسي ومناوراته.
وكانت حواراته تملأ صفحات الجرائد ومنصات الندوات و الصالونات السياسية، وكانت أفكار تمتاز بالدقة والتحليل الموضوعي للظواهر السياسية وكان موقفه كاللجام الذي يوقف زحف محللي التفاهة في المشهد السياسي بالمغرب في فترة دقيقة،.
التاريخ يشهد أن مفكرا كبيرا كسبيلا تعرض للتجاهل والإقصاء في الإعلام العمومي، بل ونبذ من المؤسسة الرسمية ولم تكن الدولة مرتاحة لتحايلاته التي تصب في توفير شروط الحداثة والبناء الديمقراطي. ولكنه كان يبني صرحا فكريا له قيمة فذة.