شهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية الخميس عرضاً سماوياً فريداً لكسوف الشمس، لكن سكان العالم العربي لم يستطيعوا مشاهدته للأسف.
ويعرف هذا الحدث بالكسوف الحلقي، إذ يتحرك ظل القمر فوق قرص الشمس، ولكنه لا يحجب النور المنبعث منها تماماً.
وفي ذروة هذا الكسوف، أمكنت رؤية القمر يحول الشمس، خلال فترة وجيزة، إلى حلقة مضيئة رقيقة مثل "دائرة نار" في السماء.
وأتيحت مشاهدة هذا الحدث لعدد قليل من سكان أعلى خطوط العرض في منطقة توازي حوالى 2 بالمئة من مساحة الأرض: شمال غرب كندا وأقصى شمال روسيا وشمال غرب غرينلاند. وفي القطب الشمالي، كانت نسبة الاحتجاب تناهز 88 بالمئة.
وتمكن السكان في شرق الولايات المتحدة، وشمال ألاسكا، إلى جانب جزء كبير من كندا وغرينلاند، وأجزاء من أوروبا وآسيا من مشاهدة الكسوف
وكانت اسكتلندا المكان الأكثر ملاءمة لمشاهدة الكسوف في بريطانيا، من حيث الحجم المغطى من قرص الشمس.
وبدأ "المسار الحلقي"، وهو المسار عبر سطح الأرض حيث يظهر القمر بالكامل داخل قرص الشمس في مشهد بديع، عند شروق الشمس في أونتاريو بكندا، في الساعة 09:49 بحسب توقيت غرينتش، واستمر لنحو ساعتين.
ولا يمكن أن يكون كل كسوف كلياً، إذ إن مدار القمر حول الأرض ليس دائرياً تماماً. وتتراوح مسافة بعد القمر عن الأرض ما بين 356.500 كيلومتر و406.700 كيلومتر.
ويجعل هذا الاختلاف الحجم الظاهري للقمر في السماء متغيراً بنسبة 13 في المئة.
وقالت الأستاذة الجامعية، لوسي غرين، التي تعمل في مختبر علوم الفضاء بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس: "يمنحنا الكسوف فرصة للتواصل مع الشمس".
وأضافت في تصريح لجوناثان أموس، مراسل "بي بي سي" للشؤون العلمية: "في العادة، تكون شمسنا متوجهة جداً، ولا نستطيع أن نعيرها انتباهاً كافياً. ولكن، خلال الكسوف، مهما كان نوعه، نستطيع، إن نظرنا نحوها مع استخدام أساليب الوقاية اللازمة، أن نشاهد انزلاق القمر على جبهة الشمس، وأن نذكّر أنفسنا بكيفية تعاقب الوقت في منظومتنا الشمسية".
وأضافت: "عادة ما تكون الشمس ساطعة بشكل مذهل، ولا نوليها الكثير من الاهتمام نوعاً ما. لكن أثناء الكسوف، بشكل أو بآخر، نستطيع - إذا نظرنا بأمان - مشاهدة القمر وهو ينزلق أمام الشمس، ويذكرنا هذا بالنظام الشمسي الذي نعيش فيه، ويعمل على مدار الساعة".
عن بي بي سي