الجمعة، 14 مايو 2021

خالد البكاري: لاحياد حين يكون هناك جلاد وضحية


لم اجرؤ يوما على "وقاحة" انتقاد شخص مسلوب الحرية، فليس من الشجاعة مهاجمة من ليس بمقدوره الرد. 

وكذلك حين يكون هناك شعب في لحظة مقاومة واشتباك من أجل الحرية وصد العدوان.

قد يخطئ محروم من الحرية التقدير، بسبب نقص الإحاطة بما يقع خارج أسوار السجن، كما يمكن أن يكون تقديرنا لموقف المعتقل خاطئا، بسبب جهلنا لما يقع داخل تلك الأسوار.

هي المعادلة نفسها تتكرر حين نتابع المقاومة الميدانية لشعب، مثلما هي مقاومة الفلسطينيين هذه الأيام.

قد يخطئ المقاوم الفلسطيني، لأن المسافة الزمنية بين تحليل الأحداث، واتخاذ القرار من بين خيارات عدة، وتنفيذه قصيرة جدا،، فالمقاومة الميدانية في لحظات الاشتباك لا تتمتع بترف التقرير بعد انغماس في تأمل طويل.

وبدوره من يحلل من مكان بعيد عن الاشتباك، تظل كل تحليلاته تفتقد للمعلومات الضرورية لإنتاج رؤية قريبة مما يحدث.

ولذلك كما حين يتعرض مواطنون لاعتقالات تعسفية ومحاكمات ظالمة، يكون الأولى هو النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وبعدها ستأتي مرحلة قراءة الأحداث بعد مسافة زمنية تسمح بوضوح الرؤية.

فإن الواجب يقتضي أولا التضامن مع شعب هو في حالة اشتباك مع عدو هو محتل، ويتوسع في احتلاله عبر الاستيطان، وعنصري يحدد للدولة انتماء دينيا، ويبني شرعية وجوده على أساطير توراتية خارج المنطق والحقائق التاريخية. وحين تهدأ الأحوال يمكن لأي كان أن يحلل الوقائع بعد أن تتوفر المعطيات القمينة بأن تكون الرؤية أوضح.

قد يرى البعض هذا الكلام عاطفيا(والعاطفية ليست تهمة لكي تنفى)، وقد يقول قائل إنه ليس واقعيا، دون أن ينتبه للمزالق التي توجد في المسافة بين الواقعية والوقوعية.

لكنني أقول: لا حياد حين يكون هناك جلاد وضحية.

المصدر فيسبوك خالد البكاري

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: خالد البكاري: لاحياد حين يكون هناك جلاد وضحية Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top