الأحد، 11 أبريل 2021

الأطلسي خارج التاريخ عندما ينفي وجود البوليس السياسي /بقلم: اسماعيل طاهري



في مقال له بجريدة الإتحاد الإشتراكي تحت عنوان: "عن البوليس السياسي الذي يفترس الدولة!", نفى طالع السعود الأطلسي وجود شيء إسمه البوليس السياسي بالمغرب.


واتكأ الأطلسي في تحليله على خبر إمداد المخابرات المغربية نظيرتها الفرنسية بمعلومات حول عمل ارهابي محتمل بالديار الفرنسية. ورفع الخبر الى مستوى الفتوحات الأمنية، ومن هذه المنطلق صوب سهامه نحو منتقدي السياسية الأمنية والذين يتحدثون عن توجه سلطوي أمني داخل الدولة. وتوقف بالخصوص عند حديث المعطي منجب عن البوليس السياسي فور خروجه المؤقت من السجن. ووجود بنية سرية تخترق الدولة.

السيد الأطلسي دافع بطريقة ممتازة عن تحليل ذهب اليه بلاغ لوزارة الداخلية يرد على المعطي منجب، ونفي وجود بوليس سياسي. وأن المغرب دولة مؤسسات يؤطر عملها الدستور والقانون. دولة ساهرة على احترام حقوق الإنسان وصيانتها. 

لقد تغير السيد الأطلسي كثيرا، وهذا من حقه، بعدما أصبح ما أصبح، فبعد مدرسة "أوطيل حسان" أضحى اليوم ينوب عن الدولة مباشرة في الرد على منجب ويخلط عن قصد ما لا يخلط،. ويقارع بأسلوب جميل من أجل إقناع نفسه أن ما يجري على الأرض من تراجع حقوقي واستفحال المقاربة الأمنية في معالجة الملفات الإجتماعية والحراكات المناطقية، ما هو الا "ترتيب من ترتيبات الذهن الجميلة" كما قال يوما محمد الحبيب الطالب. ولا وجود لها في الواقع الملموس.

****

فعندما تنقل وكالة المغرب العربي للأنباء مقتطفات من مقاله المنشور في جريدة وموقع الإتحاد الإشتراكي. في اليوم نفسه(7أبريل)2021 وحينها كانت  مختلف تشكيلات قوات الأمن تقوم بالاعتداء على الدستور والديمقراطية وحقوق الإنسان بشارع محمد الخامس بالرباط، على بعد أمتار من مقر  وكالة "ومع" . هل هذه هي الحكامة الأمنية ياسيد الأطلسي التي تدافع عنها؟

 لماذا لم يتأثر السيد السعود بخبر ما حدث في 6 أبريل حيث تم سحل وضرب وقذف الأساتذة المتعاقدين، بالعشرات، بالصوت والصورة؟ ونفس الصنيع تكرر قبل شهر في شارع محمد الخامس نفسه، حيث تصرف الأمن مع الأساتذة بعنف شديد ضد الدستور والقانون، لا حسيب ولا رقيب، موظفا البلطجية والتحرش الجنسي والكلام الساقط النابي.

ولماذا تأثر السيد الأطلسي بخبر مد الأمن المغربي فرنسا بعلومات عن سيدة فرنسية من أصل مغربي تنوي تنفيذ اعتداء ارهابي على كنيسة بفرنسا؟

ولماذا لم يتأثر بقمع الوقفات الإحتجاجية للشغيلة التعليمية نقابات وتنسيقيات وقمع مظاهرات الفيدق؟ ولماذا لم يتأثر بمشهد الإعتداء على المناضل العابر للعقود و الأجيال عبد الرحمان بنعمرو؟

أين الموضوعية؟

لماذا الكيل بمكيالين؟

ما هذه العقلية الإختزالية المبتسرة؟

لا يحق لأحد المزايدة في ملف الأمن، ولم نعهد في النقاشات السياسية التطرق الى الأمن. النقاش الحقيقي هو السياسية الأمنية وهي جزء من السياسات العمومية للدولة التي من حق الافراد والجماعات مناقشتها وانتقادها.

نحن نناقش من الناحية السياسية والإجتماعية والإقتصادية.

نحن نتحدث عن من أغلق باب الحوار وعرقل النقاش العمومي في التلفزات والراديوهات العمومية الممولة من مال الشعب، ويتسبب في اصطدام المواطنين والهيئات مباشرة مع الأمن في الشارع. 

نناقش الظروف الذاتية والموضوعية لضمور مؤسسات الوساطة(أحزاب وجمعيات المجتمع المدني) بين الدولة والمواطن، وترك الأمر للحسم الأمني باستعمال القوة المفرطة خارج القانون بطريقة وأسلوب لا يدرس في أي معهد لتكوين الأمن في العالم. 

ورغم كل ذلك يتشبث المحتجون المغاربة بالسلمية لأنهم واعون أن صراعهم ليس مع الأمن وإنما مع المسؤولين السياسيين، وصانعي القرار.

وهذا لا يمنع من الإشارة الى ضرورة تعزيز الحكامة الأمنية واعتماد القانون في إنفاذ القانون على الخارجين على القانون.. وتطبيق الدستور على هذا المستوى وتنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي أصبحت مدسترة. فأين المجلس الاعلى للأمن الذي ينص عليه دستور 2011؟

ألا يعرف السيد الأطلسي ما يجري بالمغرب؟

كنا ننتظر أن يرافع السيد طالع سعود الأطلسي من داخل هيئة السمعي البصري" الهاكا،" التي هو عضو فيها براتب برلماني،  عن تجاوزات الإعلام العمومي في تغطية الأحداث والتشهير بالمعارضين وأنصار حقوق الإنسان وفقا لشعار " الثقافة السياسية الجديدة" التي رفعها بأوطيل حسان سنة 1996. لكنه لم يفعل. ولن يفعل بعد أن أصبح "إطارا" مكلفا بإعادة تدوير  recyclage مواقف السلطة.

فهل تلفزة الوكالة الرسمية  M24 وإذاعتها الإلكترونية   RIMتحترم أخلاقيات مهنة الصحافة يا مدير جريدتي أنوال والسياسية الجديدة؟

أما قنوات القطب العمومي وإذاعتها فهي لا تستطيع حتى التميز بين همزة الوصل وهمزة القطع فما بالك احترام الحد الادنى من أخلاقيات الإعلام العمومي كما هو معمول به و سار المفعول به في مختلف الدول الديمقراطية.


هامش

مرجع مقال الأطلسي بموقع الإتحاد الإشتراكي : 



عن البوليس السياسي الذي يفترس الدولة!



https://alittihad.info/auteurs/%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d9%8a%d9%81%d8%aa%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88/

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: الأطلسي خارج التاريخ عندما ينفي وجود البوليس السياسي /بقلم: اسماعيل طاهري Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top