نظمت لتنسيقية وطنية لأساتذة التعاقد بالمغرب اليوم الثلاثاء 10 فبراير عدة مسيرات من مدنهم في اتجاه الأكاديميات الإثنى عشر المتواجد في كل جهة من جهات المملكة.
وفي مشاهد مثيرة لوحظ قطع الأساتذة لمسافات طويلة للوصول على الأقدام الى الأكاديميات. وهو ما يبدو تحديا يستحيل تحقيقه.
فمن أيت ورير اتجهت مسيرة حاشده نحو مراكش. ومن فاس خرجت مسيرة في اتجاه مكناس. فيما خرج العشرات من الأساتذة في الرشيدية في اتجاه الريش.
ومن مدينة الحسيمة انطلقت مسيرة في اتجاه تطوان لكن قوات الامن حاصرتها.
ويبدو أنه الأمور معقدة في فاس بعد منع المسيرة بالقوة مما أدى الى سقوط جرحى وإغماءات.
ونقلت صفحة التسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين عدة فيديوهات مباشرة وصور حية من قلب المسيرات حيث تعالت شعارات داعية الى اسقاط التعاقد، ويعنى به العمل بالعقدة المحددة.
وفي مدينة الصويرة تم اعتقال عدة أساتذة وسحل بعضهم. بعد مشاركتهم في مسيرة حاشده.
وفي مدينة كلميم باب الصحراء تم تنظيم مسيرة حاشده.
وفي وزان كان المشهد مؤثرا حيث خرجت المسيرة عن المدنية متوجهة الى طنجة.
وتزامنا مع مسيرات الأقدام أعلن الوزير المكلف بقطاع التعليم سعيد أمزازي عن برمجة زيارات مكوكية خلال الاسابيع القادمه لمختلف الأكاديميات للوقوف على مدى تقدم قانون الإطار الخاص بالعربية والتعليم.
يشار الى ثلث أساتذة المغرب يخوضون إضرابا لمدة أربعة أيام انطلق أمس الثلاثاء ويمتد الى الجمعة القادم 12فبراير الجاري، وذلك احتجاجا على استمرار تشغيل الأساتذة بنظام العقدة وحرمانهم من الحقوق التي تضمنها أسلاك الوظيفة العمومية خصوصا ما يتعلق بالترسيم والترقية والتقاعد والإستقرار المهني والأسري.
ويعتبر مراقبون اعتماد نظام العمل بالعقدة(التعاقد) في قطاع التعليم حساس هو تشجيع للهشاشة وعائق أساسي أمام تحقيق الإصلاح التعليمي والتربوي والبيداغوجي بالمغرب. كما أنه تنفيذ أعمى لتوصيات صندوق النقد الدولي الذي يضغط على الرباط لتقليص حجم العمالة في نظام الوظيفة العمومية. وترجيح التوازنات المالية على التوازنات الإجتماعية.
يشار الى أن عدد أساتذة التعاقد وصل الى أكثر من 85 الف أستاذ وأستاذة وهو مرشح هذه السنة الإرتفاع الى 102ألف أستاذة، بعد اجتياز 17 ألف مرشح المباراة التعاقد نهاية السنة الماضية.
وكان أساتذة التعاقد خاضوا في السنوات الأخيرة سلسلة من الإضرابات والإحتجاجات قوبلت بغياب الحوار الجاد. كما قوبلت بالقمع الشديد. ولكنها تلقى تعاطفا كبيرا من طرف النقابات و الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.
ولازال الوزير الحالي يرفض الجلوس الى طاولة الحوار مع أساتذة التعاقد مما جعل احتجاجاتهم في قلب القلاقل الإجتماعية التي يعرفها المغرب.