رغم الكآبة التي خيمت على المشهد الثقافي في عام 2020 بسبب كورونا إلا أن هناك لحظات فرح خلقتها ملتقيات ومؤسسات ثقافية دولية بمنحها جوائز لم تستثن المبدعين المغاربة في مختلف المجالات (الفكر، الترجمة، النقد، القصة، الرواية، الشعر، التشكيل…).
وقبل نهاية سنة 2020 أعلنت جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة يوم الاثنين 28 دجنبر 2020 أسماء الفائزين في دورتها التاسعة عشرة، التي يكافئ بها (المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق) في أبوظبي ولندن أفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة.
وتمكن 10 باحثين من الفوز بالجائزة في دورة 2020، التي حملت اسم الباحث السوري الراحل قاسم وهب، من بينهم أربعة مغاربة. ففي فرع (الدراسات) فاز بالجائزة كل من المغربي بوسيف واسطي عن “الرحلة نسق أنساق – مقاربات تاريخانية وإبستيمولوجية” ومواطنه ربيع عوادي عن “صورة مصر في كتابات الرحالة المغاربة” ومواطنهما محمد المسعودي عن “الرحلة ما بعد الكولونيالية”. وفي فرع (الرحلة المترجمة) فاز بالجائزة كل من المغربي محمد عبدالغني عن ترجمة كتاب “أمريكيان يعبران آسيا على دراجة هوائية 1894” من الإنجليزية إلى العربية.
وفي اليوم ذاته، أعلنت وزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الثقافة) عن أسماء الفائزين بجائزة المغرب للكتاب برسم دورة 2020. وتم منح جائزة الشعر للشاعر محمد عنيبة الحمري، وجائزة السرد للكاتب شعيب حليفي، أما جائزة العلوم الإنسانية فجرى منحها للباحث المصطفى بوعزيز، وذهبت جائزة العلوم الاجتماعية للباحث الحبيب استاتي زين الدين، وجرى منح جائزة الدراسات الأدبية والفنية واللغوية للباحث عبد الرحمن التمارة.
وتقاسم حسن أميلي وعبد الرزاق العسري وعبد الرحيم حزل، جائزة الترجمة ونال عبدالله الدرقاوي، الجائزة مخصصة للكتاب الموجه للطفل والشباب، وآلت جائزة الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية للباحث رشيد لعبدلوي أما جائزة الإبداع الأدبي الأمازيغي فجرى منحها للمبدع عبد الله المناني.
وقبل أيام من نهاية السنة (2020) أعلنت مؤسسة مقاربات عن جائزتها السنوية المخصصة هذا العام للمحور “التحولات الاجتماعية والثقافية في العالم العربي” وتم تتويج الباحث المغربي إدريس كثير بالجائزة المخصصة لحقل العلوم الإنسانية عن بحثه “التحولات المفاهيمية في الثقافة الفلسفية انعطاف بلاغي أم ميتافيزيقي؟”.
وتميز شهر دجنبر 2020 بتتويج المغربيان يونس الزاوين وعبدالحق بتكمنتي بجائزة ابن خلدون سنغور للترجمة، (من العربية إلى الفرنسية ومن الفرنسية إلى العربية) عن ترجمة كتاب “الجهادية عودة القربان” لمؤلفه الفرنسي جاكوب روكوزنسكي.
وتتمثل الجائزة، التي تمنحها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” والمنظمة الدولية للفرنكوفونية ومقرها بالعاصمة التونسية، في شهادة موقعة من المدير العام لمنظمة الألكسو والأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، ومبلغ مالي قدره 10000 أورو، يسلم مناصفة بين المنظمتين.
وفي نونبر 2020 أعلنت لجنة أمناء جائزة الدوحة للكتابة الدرامية عن تتويج الكاتب المغربي عمر قرطاح بالجائزة الأولى في دورتها الأولى لهذه السنة، في فئة “السيناريو السينمائي”، عن نصه “البحث عن جولييت”.
كما تم تتويج الكاتب والشاعر المغربي، سعيد عبيد، بجائزة الدولة القطرية لأدب الطفل عن قصيدته “أجنحة وآمال ونجوم”.
أما شهر أكتوبر من سنة 2020 فشهد فوز الروائية المغربية إيمان روبلان بجائزة “لي لوريانتال” الأدبية التي تسلم في لوريان بغرب فرنسا، وتكرم منذ 10 سنوات الأدب المتوسطي والشرق أوسطي، عن روايتها “من قتل الصبار؟”.
وشهد الشهر ذاته (أكتوبر 2020)، تتويج 3 كتاب مغاربة بجائزة “كتارا” للرواية العربية في دورتها السادسة، ويتعلق الأمر بالروائي سعيد العلام والناقدين مصطفى النحال وعبد المالك أشهبون.
وتوج الروائي سعيد العلام في صنف الرواية غير المنشورة عن روايته “عذراء غرناطة.. حب بين مدينتين”، المستلهمة من تاريخ الأندلس، وتبلغ قيمة الجائزة 60 ألف دولار أمريكي، إضافة إلى ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية.
وفي فئة الدراسات النقدية غير المنشورة، فاز كل من الناقد “مصطفى النحال” عن عمله “تمثيل الواقع في السرد الروائي: دراسة نظرية ونصيّة”، وهو الفوز الثاني له في هذه الجائزة.
أما الناقد عبد المالك أشهبون، فقد توج عن عمله النقدي الموسوم بـ”صورة الأنا والآخر في مرايا روايات الهجرة”، وتبلغ قيمة الجائزتين الثانية والثالثة، 15 ألف دولار أمريكي لكل واحدة على حدة، كما تتولى لجنة الجائزة طبع الدراسة ونشرها وتسويقها.
وفي يونيو 2020 تم تتويج المغربي يوسف أمين العلمي بجائزة “أورانج” للكتاب في أفريقيا عن كتابه “سي بو لا غير” (الحرب جميلة) الذي يروي حكاية ممثل اضطر لمغادرة بلاده الغارقة في حرب بين الأخوة.
وتكافئ جائزة “أورانج” للكتاب في إفريقيا التي تمنحها مؤسسة “أورانج” بالشراكة مع المعهد الفرنسي منذ عام 2019، رواية كتبها بالفرنسية مؤلف إفريقي وأصدرتها دار نشر مقرها في القارة الأفريقية.
والجائزة مرفقة بمكافأة مالية قدرها عشرة آلاف أورو. وتستفيد الرواية الفائزة من حملة ترويج تتجاوز حدود بلد الكاتب.
وفي فبراير 2020 احتكر كتاب المغرب معظم فروع جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي في السودان في دورتها العاشرة، حيث فاز بالمركز الأول المبدع المغربي عبدالباسط زخنيني عن رواية “الغراب” وحل ثالثا المغربي السعيد الخيز عن رواية “ابن الصلصال”.
وفي فرع القصة القصيرة، فازت بالمركز الأول المغربية فتوى أحمد الحمري عن المجموعة القصصية “ليلة تجلي”.
وفي فرع الدراسات النقدية الذي كان موضوعه هذا العام “السرد النسوي” فاز بالمركز الأول العراقي فيصل صالح القصيري عن دراسة (أنثوية السيرة الذاتية/قراءة في سيرة فدوى طوقان الذاتية).
وفي الشهر ذاته، أعلنت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي فوز المفكر المغربي علي أومليل بـ”جائزة الكويت” الرفيعة في مجال العلوم الاقتصادية والاجتماعية لعام 2019، “تتويجا لمشروعه الفكري والسياسي الذي اشتغل عليه في تسعة من مؤلفاته”، حسب المؤسسة الكويتية سالفة الذكر.
وفي مجال التشكيل شهد مدرج الهيئة الملكية البريطانية للطب بمنطقة الميفير الشهيرة وسط العاصمة البريطانية لندن، منتصف دجنبر من سنة 2020 تتويج الفنان التشكيلي المغربي، حسن بوهيا، بلقب وجائزة أفضل فنان تشكيلي عربي لعام 2020 عن صنف الفن التجريدي.
كما جرى تتويج الفنان التشكيلي المغربي، أيوب لمودن، بلقب وجائزة أفضل فنان تشكيلي عربي شاب لعام 2020 عن صنف الواقعية الحديثة.
وتميزت 2020 أيضا، بتتويج الفنان التشكيلي المغربي، يحيى أبو نزار، بجائزة المسابقة العالمية للرسم الحر، التي نظمتها اليونيسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة أزيد من 160 فنانا من مختلف أنحاء العالم.