اليهود المغاربة كانوا ولازالوا تجارا ماهرين. والذاكرة الشعبية لا تملك الحقيقة بالضرورة وما يروى أنهم كانوا يحترمون جيرانهم ويشاركون المسلمين أفراحهم وأقراحهم، وكانوا يركزون على العمل ويتفادون الدخول في صراعات هامشية. وطالهم بعض الظلم من الأوساط الشعبية خصوصا بعد سقوط فلسطين، وصارت كلمة اليهودي سبة حقيقية. ونفس الشيء بالنسبة لكلم نصراني أو صبليوني(نسبة الى اسبانيا) أو برطقيزي(نسبة الى البرتغال).
ما نحن ضده هو التطرف اليهودي وممارسة، ليس فقط السياسية باسم الدين اليهودي، ولكن ممارسة الاحتلال والعنصرية والإستيطان وتهجير مئات الالاف من الفلسطينيين ، أطفال وشيوخ ونساء ورجال من ديارهم ومزارعهم وقراهم ووطنهم. واجتثاثهم بقوة الحديد والنار.
اليهود المغاربة المهجرين الى إسرائيل صاروا إرهابيين عنصريين وقاتلين للفلسطينيين والسوريين واللبنانيين بعد انخراطهم في المشروع الصهيوني.
والخلاصة أن الصهيونية حركة دينية إرهابية عنصرية لا غبار عليها، ولم تتحول بعد الى حركة ديمقراطية. وقد كرست ذلك بإعلان دولة إسرائيل دولة يهودية أي قائمة على أساس ديني، وبالتالي فهي عنصرية.
وما دام أنها كذلك فلا مستقبل لها سواء بالحرب أو باللاحرب. هذا منطق التاريخ.
اليهود المغاربة الذين رفضوا للهجرة الى المشروع الصهيوني، وظلوا في وطنهم المغرب منهم سياسيين يساريين أو ليبراليين، منهم مخزنيين ومعارضين، ومنهم من ينتمون الى تنظيم الطائفة اليهودية شبه الرسمي وحقوقهم وواجباتهم محددة في القانون شأنهم شأن باقي المغاربة لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.
ولا يجب الخلط بين الصهيونية واليهودية، فالصهيونية تعمل جاهدة على التماهي مع اليهودية كديانة سماوية.
والصهيونية حركة سياسية عنصرية تعمل على مصادرة الديانة اليهودية. واحتكارها. وهذا هو المجهود الفكري الكبير الذي تقوم به إسرائيل.
**** ****. ****
قد يقول قائل " لا خلاف حول الصهيونية", ولكن، ويا للأسف، هذا هو النقاش الذي يراد تغييبه، المثير أن الجمعية العامة للأمن المتحدة تراجعت عن موقفها السابق يكون الصهيونية حركة عنصرية، وعوض أن تستغل إسرائيل هذا المعطى لصالحها، زادت في عنصريتها بعد أن قننت في قانونها إسرائيل دولة يهودية. بل وأعلنت ضم الجولان وضم القدس وتتجه نحو ضم غور الأردن...ودخلت في حروب على الشعب الفلسطيني.
وإذا لم تلغ إسرائيل الطابع اليهودي لكيانها. ولم تعلن طلاقها مع الحركة الصهيونية الإرهابية العنصرية فلا مستقبل لها سواء بالسلم أو بالحرب. ومهما أظهرت من مظاهر الحداثة من انتخابات وأحزاب فهي تفتقد الى مقومات الدولة الحديثة وأهم تلك المقوما أحزاب ديمقراطية ومجتمع مدني وأرض لها شعب يملكها. وبالتالي فإسرائيل مجرد دولة عسكرية بوليسية يقودها الموساد ورجال الدين من الحاخامات. وقائمة على الحرب. فمجتمعها مجتمع حربي قيادته لا تشبه الا النازية والفاشية في نظرياتها وممارساتها. إنها ثكنة عسكرية قائمة الذات.
ونحن نتساءل هل إسرائيل جمهورية أو ملكية أو عصابة، أم يحكمها نظام "ولاية الحاخامات" ؟
أليس الجواب هو أنها كيان شبه دولة لقيطة أسسها الإستعمار البريطاني ورعتها أوروبا وأمريكا بل صارت ولاية سرية من جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية.؟
وإذا كانت إسرائيل دولة عنصرية فهي بالضرورة إرهابية ولها عقيدة نازية فاشية مبنية على التمييز على أساس الدين. وبالتالي فهي خارج بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولماذا يتجاهل "العالم الحر" هذا المعطى في حربه على الإرهاب، ولماذا لم يدرج إسرائيل في قائمة الإرهاب الى جانب تنظيمات القاعدة وطالبات وداعش.
هذا هو منطق الكيل بمكيالين.
لا بد من أخذ هذا المعطى في أية علاقة مع إسرائيل.