أبكيك بحرقة صديقي ورفيقي ومعلمي حسن السوسي.
أعزي نفسي وأعزي رفاقي في منظمة العمل الديمقراطي الشعبي
كان حسن أحد القيادات البارزة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب (المؤتمر 16)
وكان أول رئيس لحركة الشبيبة الديمقراطية (حشد) التي كان لدي حظ أن أكون عضوا لمجلسها الوطني الأول ...وأتعرف على المرحوم حسن عن كثب
كان حسن أحد القيادات الشابة اللامعة في منظمة العمل...وكان أحد أعمدة جريدة أنوال...
طبعا ومثل الكثير من مناضلي اليسار السبعيني، أدى ثمن نضاله سجنا... حيث اعتقل في بداية ٨٠...
كان هذا السوسي القادم من عمق الجنوب الأمازيغي المغربي من بين كبار المدافعين عن حق الشعب الفلسطيني في استعادة سيادته على أرضه...
كان ذو معرفة كبيرة بتفاصيل الصراع مع الكيان الصهيوني....
لا زلت أتذكر يوما تدخله في إحدى الندوات المنظمة في دار المغرب بباريس، في سياق مفاوضات مدريد ثم أسلو فيما بعد، وتفاعل ابراهيم سوس، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية بفرنسا قائلا له : " ليس لدي ما أضيفه...الأخ حسن يعرف تفاصيل القضية أكثر من الفلسطينيين أنفسهم"...
كان حافظا للقرآن الكريم الذي تعلمه من والده الفقيه....وكان عارفا بالشعر "الجاهلي"....وكان متقنا للغة العربية بشكل مذهل....
طبعا، حدث وأن اختلفنا في تقديراتنا السياسية للأوضاع.....ولكن نجحنا دائما في حسن تدبير اختلافاتنا....وبقيت معادننا وتربيتنا هي الموجه لعلاقتنا الإنسانية...
تعلمت الكثير على أيدي حسن....كان مؤطرا حقيقيا لي كشابة...وكان موجها لي....وكان سندا لي في لحظات عصيبة في حياتي، أيام الدراسة بباريس....
أحترق وأتمزق ألما على رحيلك "با حسن"
تعازي الحارة لزوجتك وأبنائك وكل أفراد عائلتك
شاءت الأقدرا أن تودع على تراب بلدتك أنت الذي عشت أزيد من 3 عقود بين باريس ولندن
كل الرحمات على روحك الطاهرة
فاطمة البوحسيني
0 التعليقات
