29‏/10‏/2020

محمد زمراكي: براءة اللغة في فصول الخصام


عجبي ممن يدعون لمقاطعة اللغة الفرنسية، اللغة (ما دارت لينا والو )... اللغة ملك مشاع بيننا جميعا نحن البشر ... هي أداة تواصل، مخزن للموروث ومفتاح للحاضر المعاش وطريق المستقبل ...

حين يحرر طبيبنا "نشرة" الدواء بلغة أخرى، ممكن أن نفكر في شيء من ذلك ...

لا شك أن اللغة الفرنسية قدرنا – ولو إلى حين - في قسم مهم من ثقافتنا الجماعية، ذاكرتنا الشعبية، في حياتنا اليومية والإدارية والمؤسساتية، في أنماط عيشنا، من مأكل وملبس وتطبيب وتدريس وغيره من مناحي الحياة ... في حديث النخبة وكل من يحوم حولها أو يتماهى معها، في الحفلات والمناسبات حتى أننا نحتفل بـ Noël ونضع في غرفنا La Tour Effel .

في كل المفاصل اليومية من الصبح كلنا يتحقق من الوقت في : Téléphone يستيقظ ويذهب إلى Robinet يتناول فطوره من Fromage و Confiture ... يخرج لـ Taxi أو Bus وفي أحسن الأحوال Automobile ... و دفتر "الشيك"، نرشف قهوة في المقهى الأوربي بالحي الشعبي، (شارع واحد فيه شحال من باريز)،... (لغتنا الأعجمية – كليطو /لن تترجمني).

أما عما تختزنه اللغة من عطاءات مفكرين وفنانين ... (وحديثي ينطبق على كل اللغات) لا ينبغي الحرمان منها ...

لا شك أننا نشترك في تفاعلات خلال مراحل تاريخية تمتد إلى الآن كما تمتد في المستقبل، تفاعلات إما صدامية/مقاومة، أو تبعية أحيانا، انبهار ("صدمة الحداثة")، وشوق للحاق بهم حتى بعد مغادرتهم، وما يزال شوق اللحاق يؤرق البعض إلى الآن، وما قوارب الموت إلا عنوان مؤلم بئيس على ذلك ... تماما مثل أمريكا نرفع شعار "أمريكا عدوة الشعوب" والأغلبية تشارك في قرعة الهجرة إلى أمريكا وتحلم بـ: Green Card... صدمة تفاعلات نتائج ما بعد الحداثة والثورة الرقمية ...

وفي كل الأحوال الحاضر يفرض التعايش والتحرر وتقبل الآخر لنعيش في سلام في عالم يحتضن الجميع.

حين نُكَوٌن أطباءنا بلغتنا أو بلغة أخرى ومهندسينا ومحاسبينا وطوبوغرافيينا ومساحينا وخرائطيينا وووو آنذاك يمكن الحديث عن مقاطعة جزئية وليس كلية لأن الثقافة تبقى عالمية ومشاع بين الجميع ولا تحدها حدود ...

محمد زمراكي
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: محمد زمراكي: براءة اللغة في فصول الخصام Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top