فمن خلال هذه الصورة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عن ازدحام الآباء والتلاميذ باب مدرسة أشناد بطنجة في إطار الاستعداد للدخول إلى المؤسسة والتواصل مع الإدارة حول عملية التسجيل وكيفية استئناف الدراسة. ويتضح من خلال هذه الصورة القاتمة، كيف تكدس الناس عند نقطة واحدة والتصاق بعضهم ببعض، رغم ظروف الخطر الناتج عن انتشار الفيروس الذي ما زال يفتك بالضحايا ويبحث على المزيد. وقد نتلمس من خلال ملامح الأشخاص حمل الأقلية للكمامة، أما الباقي فهم لا يبالون، ومع ذلك فرض عليهم القدوم إلى المدرسة من أجل الاطمئنان على مصير أبنائهم، لأنهم لم يستوعبوا هيروغليفية الوزارة وكذلك وصلاتها الإعلامية التي كانت تحث على التسجيل عن بعد لتجنب الازدحام في المدارس. لكن في غياب المعلومة والرؤية الواضحة لدى المسؤولين كذلك، ثم صعوبة التواصل مع الإدارة التربوية من طرف أولياء التلاميذ، سيفرض على كل الأسر المرور بهذه المرحلة الصعبة التي تنطوي على تهديدات متعددة بسبب خطورة الوباء ..
فترى كيف سيتعامل المسؤولون عن القطاع مع هذه التحديات في غياب الأطر الإدارية الكافية للتجاوب مع كل الطلبات والتواصل مع الآباء والتلاميذ وفق البرنامج المسطر من طرف الوزارة البعيدة كل البعد عن الواقع؟ .. كيف يمكنهم الوصول إلى الهدف المنشود وهو ضمان المقعد لأبنائهم في المدرسة، وتأمين عودتهم إلى الدراسة بشكل سليم وميسر دون تعقيدات إدارية ..
كل ذلك سيكون من الصعوبةبمكان، بسبب عدم توفر الطاقم الإداري داخل المؤسسات، حيث لا يتوفر إلا المدير وحده وأعوان الحراسة والنظافة، فكيف للمدير أن يواجه هذه الوضعية بسلام وثبات؟، وكيف يمكنه استقبال هذا العدد الهائل من الوافدين كل يوم في غياب الشروط الاحترازية؟، ألن يتخوف على نفسه وما يمكن أن يلحقه جراء هذا الإرهاق المستمر؟. نعم ستتم الاستعانة بأطر التدريس عن طريق تكليفهم للقيام بمهام لا تدخل ضمن اختصاهم ولا قبل لهم بها، وهنا يصبح الكل في الهم سواء، فلا أحد يأمن على نفسه من خطر الفيروس الذي يتربص بالجميع. وإذا كان هذا شأن المدرس الابتدائية، فكيف سيكون بالإعداي ثم الثانوي فالجامعي. إنها صورة طبق الأصل، ستتكرر عند أبواب كل مؤسسة، وربما بشكل أفظع، وستمتد كالعادة عند كل دخول مدرسي إلى مقر نيابة التعليم من أجل التظلم وتقديم الشكوى بسبب صعوبة الحصول على مقعد للدراسة،أو طلبا للتنقيل من مؤسسة إلى أخرى . وسيظل الملمح الرئيسي هو هذا المشهد المأساوي الموافق لهذه الصورة البئيسة ..
المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين
01-09- 2020
0 التعليقات
