الثلاثاء، 14 يوليو 2020

نقابيات يدعون إلى التصدي للقوانين الرجعية والتراجعية والتنسيق مع المكونات الديمقراطية التقدمية داخل المغرب وخارجه

تغطية: علي بنساعود

أكدت سميرة الرايس، أن المرأة المغربية العاملة تعيش وضعا مأزوما، وضع جاءت الجائحة لتضاعف من حدته، رغم تواجد النساء في الصفوف الأمامية بجميع القطاعات والواجهات...

وأضافت سميرة الرايس، وهي مناضلة نقابية ونسائية، عضو الأمانة الوطنية ومسؤولة عن دائرة المرأة والشباب بالاتحاد المغربي للشغل، ونائبة الكاتب العام للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (ا_م_ش)، أن نسبة العنف الأسري شهدت ارتفاعا مهولا، خلال هذه الفترة، في غياب تام لآليات الحماية، مستشهدة على ذلك بمعاناة النساء الزراعيات، خاصة بعد أن قرر وزير الفلاحة ربط الأجر بالعمل، مع ما شهده هذا العمل من تفش لوباء كورونا وسط العاملات، بسب الاكتظاظ داخل وسائل النقل، وغياب الإجراءات الاحترازية والوقائية، وحرب الطرق التي تؤدي النساء ثمنها غالبا، ناهيك عن تفاقم جشع الباطرونا...

جاء هذا خلال ندوة، مباشرة عن بعد، عقدها تنظيم المرأة بالجماعات الترابية، التابع للجامعة الوطنية لعمال وموظفي الجماعات الترابية، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، مساء السبت 11 يوليوز الحالي، وكانت تحت عنوان: "المرأة العاملة: الواقع والآفاق" سيرتها باقتدار وفاء القاضي الكاتبة الوطنية لتنظيم المرآة بالجماعات الترابية، التابعة للجامعة الوطنية لعمال وموظفي الجماعات المحلية/ا.م.ش، التي أشارت إلى أن الندوة تأتي في سياق مأزوم خاص تعاني فيه النساء من التهميش والتمييز والعنف المادي والمعنوي رغم التضحيات التي قدمنها في ظل جائحة كورونا، وهي جائحة أكدت الإحصائيات الرسمية أنها أدت إلى ارتفاع مهول في معدل العنف الممارس على النساء...

وأكدت أسماء لمراني، وهي نائبة رئيسة الاتحاد التقدمي لنساء المغرب، وعضو مكتبه الوطني، على الدور الهام للاتحاد التقدمي لنساء المغرب الذي ما فتئ يواجه الإشكالات التي تعاني منها النساء عامة، والمرأة العاملة خاصة، من حيث التمييز في الأجر، وعدم تقلد المناصب العليا، نظرا للعقلية الذكورية، وغياب الحماية الاجتماعية، والمرافق الخاصة بالنساء...

ومن قلب المعاناة، سردت فاطمة الادريسي الكاتبة  الوطنية لعمال وعاملات الإنعاش الوطني، معاناة النساء الإنعاشيات اللواتي لا تنقصهن لا الشواهد ولا الخبرة العملية ولا الكفاءة المهنية، وما ترزحن تحته من خروقات أهمها: الحرمان من التسوية، ومن عطلة الأمومة، وساعات الرضاعة، والعطلة السنوية، والعمل أيام الأعياد ونهاية الأسبوع، والمبيت في العمل في المناسبات المختلفة، علاوة على استغلالهن واعتبارهن مجرد خادمات في بيوت رؤسائهن، ناهيك عن التحرش الجنسي، والعنف المادي و المعنوي، مقابل اجر زهيد لا يسمن ولا يغني من جوع.

من جهتها، تطرقت فاطمة الشلحاوي، الكاتبة الجهوية لتنظيم المرأة بجهة الرباط سلا القنيطرة وعضو مكتبه الوطني، للواقع المزري لعمال وموظفي الجماعات الترابية، من حيث تداخل ما هو سياسي بما هو إداري وتناولت القوانين الرجعية والتراجعية والعراقيل التي تعترض العمل النقابي، وما يصاحبه من انتقامات وتنقيلات تعسفية وحرمان من الترقيات، كما تناولت الدور الذي لعبته الشغيلة الجماعية خلال الجائحة، موظفين، وإنعاش وطني، وعرضيين، وعمال النظافة، في غياب تام للإجراءات الاحترازية والوقائية، والتلويح بعدم إنزال الترقيات وامتحان الكفاءة المهنية وتجميد التوظيف... وأوضحت الكاتبة الجهوية لتنظيم المرأة أن العنوان العريض الذي يجمع شغيلة القطاع هو التهميش والاستغلال والهشاشة وعدم تسوية الوضعية الإدارية والمالية والقانونية، والتحرش...

وأكدت الأستاذة خديجة جنان، وهي محامية ومناضلة حقوقية، على مجموعة من الإيجابيات التي حققتها النساء بعد نضال مرير، منها: الحالة المدنية والجنسية ومدونة التجارة ومدونة الأسرة ومجموعة من القوانين المجرمة للعنف الزوجي والعنف داخل مقرات العمل، وقانون الاتجار بالبشر، كما أكدت على أن تحقيق المساواة بين المرأة والرجل، في الحقوق والواجبات، هو مكسب للمجتمع بأكمله، وبأن بنود الدستور تحث على المساواة في الحقوق والواجبات، كما تطرقت المناضلة الحقوقية للالتزامات الدولية التي انخرط فيها المغرب، ودعت إلى مزيد من النضال الحقوقي والقانوني والميداني حتى تحقيق المزيد من المكاسب.

وفي محور "آفاق عمل" المرأة، دعت المداخلات إلى وجوب ملاءمة القوانين الوطنية لترتقي إلى مستوى الاتفاقيات والقوانين الدولية الخاصة بالمساواة، وإلى محاربة العنف وسط النساء، وتفعيل القوانين من داخل الدستور المغربي ومواكبة كل المستجدات القانونية لإحراج السلطات، مع ضرورة الاشتغال من داخل الهيئات التي تهتم بالمناصفة والمساواة ومحاربة ثقافة التمييز والتصدي للقوانين الرجعية والتراجعية بالتنسيق مع باقي المكونات النقابية والحقوقية والنسائية الديمقراطية التقدمية داخل المغرب وخارجه، مع مواصلة العمل النقابي الجاد والمسؤول، وتفعيل المكاتب النقابية ومناديب العمال، والتسوية الفورية لجميع الملفات الشائكة التي تعرف حضورا نسائيا لتمكين النساء من الاستقرار المادي والاجتماعي، وإدراج ملف الإنعاش من داخل جولات الحوار الاجتماعي، وخلق فضاءات خاصة بالنساء، وتقوية الإطارات النسائية داخل النقابات وخاصة الاتحاد المغربي للشغل، وإحياء اتحاد الموظفات...

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: نقابيات يدعون إلى التصدي للقوانين الرجعية والتراجعية والتنسيق مع المكونات الديمقراطية التقدمية داخل المغرب وخارجه Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top