الجمعة، 10 يوليو 2020

في حوار مع عبد السلام الغرافي الكاتب العام لحزب الوحدة والديمقراطية بأصيلة : الشباب قادر على الخروج من هذا السبات الكبير الذي تعيشه أصيلة في الإنتخابات المقبلة :

توطئة
لا أحد يماري في كون السياسة  بأصيلة تعيش أحلك لحظات بؤسها. آفات عديدة تنخر المشهد السياسي: دور باهت للأحزاب، سلوك انتخابي غير عقلاني للناخبين، الثقافة السياسية السائدة تمادت في خلق تمثلات سلبية عن العمل السياسي..إلخ...
وأصيلة لم تنجح قط في جعل العملية الانتخابية لحظة مؤسسة في صناعة التنمية التي تحتاجها.
تفتح "فضاء البوغاز" سلسلة حوارات مع وجوه بارزة في المشهد السياسي بأصيلة لمحاولة الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها.

في هذه الحلقة، معنا كاتب فرع حزب الوحدة والديمقراطية السيد عبد السلام الغرافي.


 1-السيد عبد السلام من المهتمين بالشأن المحلي، ومتتبع جيد لدورات المجلس الجماعي منذ  زمن بعيد. ألا ترى أن  المجالس المتعاقبة على جماعة أصيلة لم تصنع تنمية حقيقية بها؟ فأصيلة، لحد الساعة،  بدون هوية تنمويةأو بوصلة للتنمية. فشعار " الثقافة من أجل التنمية"لم يعد يقنع أحدا. تفضل.

باسم الله الرحمان الرحيم.
شكرا للسيد يونس لطهي على هذه الاستضافة وعلى إثارتك الدائمة لقضايا مدينة أصيلة. فيما يخص سؤالكم حول تعاقب المجالس الجماعية وغياب استراتيجية واضحة للتنمية تحت شعار "الثقافة في خدمة التنمية"، والذي لم يعد يقنع أحدا. فبرأيي أن الثقافة جزء لا يتجزأ من الحضارة وهي نقيض التكنولوجيا المادية ما دامت تهتم بما ليس ماديا أو تقنيا مثل:الآداب والفنون والتراث والعادات والتقاليد والقيم والأعراف والدين وغير ذلك...وهي اليوم تساهم بشكل كبير في رفّع من مستوى الأفراد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا وتربويا. إلا أنه في أصيلة، وحسب تتبعي الدائم للشأن المحلي..فثمة مجموعة من العوائق والعراقيل التي تُزيغ القطار عن سكته المرغوبة. فغياب استراتيجية واضحة للمجلس وسوء تدبير كافة المرافق المحسوبة  ضمن المآثر التاريخية للمدينة، والتي تعد تراثا ثقافيا هاما مثل الأبراج البرتغالية المطلة على البحر، القريقية مثلا، وساحة برج القمر وقصر الريسوني ..والأمثلة كثيرة ومتعددة، ناهيك عن مكتبة بندر بن سلطان ومركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية...فعدم استفادة المجلس من كل هذه الامتيازات والمنابع المدرة للأرباح ( مادية كانت أو معنوية) تجعل كل هذه المرافق مجرد  حمل بدون جدوى مما يؤدي لزيادة ترسخ  الفكرة التي لم يعد يتجادل عليها عاقلان ولا يصدقها جل الزيلاشيين والزيلاشيات - الثقافة  في خدمة التنمية



2- حزب الوحدة والديمقراطية هو الحزب الوحيد الذي يقوم بلقاءات تواصلية مع ساكنة أصيلة على طول السنة، و بوتيرة منتظمة،  لمناقشة قضايا الشأن العام المحلي. وإذا كانت السياسة حسب بول فاليري هي "فن منع الناس من التدخل فيما يخصهم". فيبدو أنكم على عكس هذا التعريف الماكر للسياسة، تحرضون الساكنة على الاهتمام بكل خبايا تدبير شؤون المدينة وتتبعتها ومحاسبتها.

-فيما يخص سؤالكم، سيدي، حول التواصل الدائم لحزب الوحدة والديمقراطية مع الساكنة. فعكس مقولة الكاتب والشاعر الفرنسي بول فاليري: السياسة هي فن منع الناس من التدخل فيما يخصهم، فحزب الوحدة والديمقراطية لا يتماشى ولا يتفق مع فاليري جملة وتفصيلا، فنحن دائما نسعى لتطبيق وتفعيل دور الأحزاب في المجتمع وتأطير الساكنة وتنويرهم بحقوقهم وواجباتهم تماشيا مع القانون والمراسيم المنظمة للعمل الحزبي تفاديا لما تعرفه الساحة من غياب شبه تام،  علما أن هذا الفراغ يزيد من ترسيخ فكرة: أن الأحزاب مجرد دكاكين تفتح في الحملات الانتخابية وتغلق بعدها، مما يدفع المواطن إلى فقدان الثقة في الأحزاب وفي السياسي عينه، وخير دليل على هذا نسبة المشاركين في الاستحقاقات الانتخابية السابقة. وفي اعتقادي، أصيلة تجني ثمار مقولة بول فاليري ومنذ مدة طويلة من الزمن!!!!

3-هل الانتخابات الجماعة المقبلة ستكون لحظة حاسمة لتأسيس ممارسة سياسية ناجعة تشكل قطيعة مع الممارسات المبتذلة التي كرست "أصيلة الفرص الضائعة" لصناعة تنمية حقيقية؟

- فمن المؤكد، سيدي، أن كل الأحزاب الوطنية الغيورة تسعى جاهدة لخدمة الوطن والمواطنين، والدفاع عن قضاياهم والترافع عنها، ونحن بدورنا نتطلع إلى غد مشرق. فأصيلة،بحول الله، وقوته وبسكانها، وشبابها، قادرة على استرجاع وميضها ورونقها المألوف، وذلك بتضافر الجهود والخروج من هذا السبات العميق للالتحاق بركب التنمية. فأملنا كبير والخالق على كل شيء قدير.
مع كل احترامي لكم ولكافة المتتبعين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: في حوار مع عبد السلام الغرافي الكاتب العام لحزب الوحدة والديمقراطية بأصيلة : الشباب قادر على الخروج من هذا السبات الكبير الذي تعيشه أصيلة في الإنتخابات المقبلة : Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top