لا أحد يماري في كون السياسة بأصيلة تعيش أحلك لحظات بؤسها. آفات عديدة تنخر المشهد السياسي:دور باهت للأحزاب، سلوك انتخابي غير عقلاني للناخبين، الثقافة السياسية السائدة تمادت في خلق تمثلات سلبية عن العمل السياسي..إلخ...
وأصيلة لم تنجح قط في جعل العملية الانتخابية لحظة مؤسسة في صناعة التنمية التي تحتاجها.
تفتح "فضاء البوغاز" سلسلة حوارات مع وجوه بارزة في المشهد السياسي بأصيلة لمحاولة الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها.
.في هذه الحلقة، معنا المستشار التجمعي بالجماعة الترابية لأصيلة السيد إدريس جابري.
1-يبدو أن المستشار إدريس جباري يدافع عن الحصيلة الإيجابية للمجلس. وقد نتج عن ذلك، سوء تفهم، إذ استغرب العديد من الفاعلين السياسيين هذا الحماس في تقديم رؤية غير مألوفة عن دور المعارضة وتماهيها الكلي مع الأغلبية؟
- ليس تماهيا كليا، ولكنه تماه جزئي. كلما تعلق الأمر بمصلحة المدينة، فلن أتردد في الصويت بنعم. ودعمنا للأغلبية ليس وليد المزاجية وإنما هو قناعة مبنية على مؤشرات واقعية. والأمر لا يخرج على حالات بعينها، إما أن يكون مقترحا صادرا من المعارضة و تم قبوله من الأغلبية، أو تثبيت توصية من تقارير المجلس الأعلى للحسابات، أو مصلحة ظاهرة لا يطعن فيها أحد. ونحن فوق شبهة تملق أحد. والمعارضة دور سياسي متغير وليس هوية ثابتة للشخص المعارض. لأن من كان هذا شأنه فهو يعطي نظرة مسيئة عن ذاته. وهذا درس مدرسي في علم السياسية.
كما أننا لا نلتمس الأعذار لأحد بقدر ما كان يهمنا قول الحقيقة.
وأميل إلى القول إن ممارسة المعارضة من أجل المعارضة أو ما يعرف بالمعارضة الميكانيكية هو تجسيد للدرجة الصفر في السياسة. وهذه الآفة السياسية عطلت التنمية في عدة جماعات ترابية لأنها جعلت من المعارضة رديفا للعرقلة أو بالمعنى الدارج" العصا في الرويضة"
2- لحد الساعة، لم يتم انتخاب منسق محلي لحزب التجمع الوطني للأحرار. هل يرجع ذلك لأسباب ذاتية أم موضوعية أم هما معا؟
وحديث عن هجرة جماعية لأحزاب أخرى بسبب تماطل غير مفهوم وغامض عن تشكيل هياكل الحزب محليا.
- حسب تقديري الخاص، ومع احترامتي للمنسق الإقليمي المعين، أرى أنه لم يوفق في المهمة التي كلف بها والمتمثلة في بناء قواعد الحزب بشكل متين. فوجوده زاد في تشرذم الحزب، وأذكى كل عوامل الفرقة والشتات، كما أنه لا يحمل تصور أو رؤية مقنعة تحظى برضى الأغلبية، بل يكتفي بتقديم نفسه كذات مطلقة قسمت مناضلي الحزب إلى موالين له ومارقين خارجين عن طاعته. إنه يؤسس لسلطوية غير مألوفة في تدبير شؤون الحزب. وكنتيجة أولية لهذه السياسة الفاشلة، انتصبت المتاريس عوض أن يزدهر السجال.
محليا، ولحد الساعة، ونحن على أبواب الموعد الانتخابي، لم يدع المنسق الإقليمي لعقد الجمع المحلي لانتخاب منسق محلي. وعندما نتساءل لماذا؟ لا نجد جوابا باستثناء ما يتم تداوله بين مناضلي الحزب أن المنسق الإقليمي يخاطب ود " محترف انتخابي" محاولا استقطابه للعودة للحزب بوصفه مؤسس تاريخي له.
واضع للعيان أن في هذا، تعطيل لديناميكية الحزب في البحث عن متعاطفين جدد، واستقطاب وجوه بارزة جديدة، وبكلمة واحدة، هذا التأخير غير المبرر، فيه ضرب للتنمية السياسية التي دعا إليها السيد الرئيس عزيز أخنوش في مقدمة الكتاب "مسار الثقة"
3- بوصفكم مستشار لمدتين انتدابيتين متتاليتين، ولك اطلاع واسع على كواليس السياسية بالمدينة. وبعد إبعاد خصوم شرسين لرئيس المجلس الحالي عن حزبكم. هل ثمة احتمال لعودته من جديد للحزب خصوصا وأن له تاريخ طويل مع حزب التجمع الوطني للأحرار. إذ هو أحد أبرز المؤسسين التاريخيين له.
- الأمر غير وارد بتاتا، الائتلاف بين رئيس المجلس الحالي وحزب الأصالة والمعاصرة سيستمر لأن رئاسة الجهة من نفس الحزب خصصت 20.000.000.00 درهم لجماعة أصيلة لتهيئة الطريق الدائرية. بينما لم يلق حزب التجمع الوطني للأحرار في شخصه وزيره في قطاع الشبيبة والرياضة سابقا والمنسق للجهوي للأحرار بجهة طنجة-تطوان- الحسيمة سوى "التقريع" بعد أن حمله رئيس المجلس مسؤولية تعثر إحداث ملاعب القرب، وذلك لعدم توقيعه اتفاقية في هذا الشأن.
هذه مؤشرات ناطقة من ذاتها.
حاوره ذ. يونس لطهي