توطئة
لا أحد يماري في كون السياسة بأصيلة تعيش أحلك لحظات بؤسها. آفات عديدة تنخر المشهد السياسي:دور باهت للأحزا ب، سلوك انتخابي غير عقلاني للناخبين، الثقافة السياسية السائدة تمادت في خلق تمثلات سلبية عن العمل السياسي..استفحال ظاهرة العزوف الانتخابي...الخ.....
وأصيلة لم تنجح قط في جعل العملية الانتخابية لحظة مؤسسة في صناعة التنمية التي تحتاجها.
تفتح "فضاء البوغاز" سلسلة حوارات مع وجوه بارزة في المشهد السياسي بأصيلة لمحاولة الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها.
في هذه الحلقة، معنا القيادي البارز في حزب الاتحاد الدستوري أحمد الجعيدي:
1-ارتبط اسم أحمد الجعيدي بحي اغدير الكناوي. إذ لا تُفوَّت أي فرصة أو مناسبة للحديث عن مشاكل هذا الحي، بل تراسل الجهات الرسمية حتى تلفت انتباهها إلى هذه الفئة من ساكنة أصيلة التي لم تستفد من المبادرات الرسمية حتى يُرفع عنها التهميش والهشاشة.
هل من الممكن استعراض، وبعجالة، المشاكل التي يتخبط فيها حي أغدير الكناوي؟
- أشكركم أولا على هذه الإستضافة بموقعكم المحترم فضاء البوغاز، وقبل الغوص في مشاكل حي اغدير الكناوي، فأنا ابن الحي، ترعرت فيه، ومن واجبنا كأبناء هذا الحي أن نساهم في تحسين وضعيته والاهتمام بساكنته حتى تتَحَقق ظروف العيش الكريم.
يعتبر حي اغدير الكناوي من أقدم الأحياء بالمدينة، لكن رغم قدمه، فإنه لم يلق الاهتمام اللائق به، إذ يعاني تهميشا كبيرا من طرف المسؤولين المحليين والإقليميين، ولا يستفيد من المبادرات الرسمية. فالحي كذلك، رغم أن مخطط توجيه التهيئة العمرانية للمدينة شمله وكذلك تصميم تهيئة تراب الجماعة هو الآخر شمله إلا أن الجماعة لم تقم بأي مجهود قصد إنجاز مختلف البنيات التحية المنصوص عليها في وثائق التعمير الخاصة. فأولى زخات المطر تحول الطرق غير المعبدة أو عديمة التبليط إلى برك آسنة من الوحل. كما نسجل نقص فظيع في الإنارة العمومية، وعدم اهتمام الجماعة بما يكفي لجمع النفايات، كما أن ساكنة الحي يندبون حظ أبنائهم العاثر الذين أبحروا في أمواج الهيروين و غيرها من أنواع المخدرات جراء غياب مرافق رياضية أو فضاءات للترفيه تقي هؤلاء الشباب من براثن الإدمان.
و ككل فصل شتاء تتجدد معاناة الساكنة مع الوحل، و كأنهم في قرية معزولة عن الحضارة ، ولا تدخل ضمن المجال الترابي لجماعة حضرية.
صراحة، يعيش الحي أزمة حضرية ترخي بتداعياتها الخطيرة على عموم الساكنة، وأكبر المتضررين هم الأطفال.
إجمالا، يكمن مشكل الحي في تملص المسؤولين من تنفيذ إلتزاماتهم. فمنذ سنة2011، وهي السنة التي عرفت إحتجاجات الساكنة، والتي تلقت وعودا من السلطات الولائية لجهة طنجة- تطوان- الحسيمة خلال إجتماع رسمي، جمع الولاية بممثلي الساكنة و المجلس البلدي لأصيلة وشركة العمران التي عهد إليها القيام بتشييد طروقات الحي في محضر رسمي مؤشر عليه من طرف كل المسؤولين بتاريخ 17و 23 فبراير 2011 . ولم يتحقق من تلك الوعود لحد الساعة سوى تبليط أحد الشوارع الرئيسية بالحي، وربط الحي بشبكة المياه العادمة الرئيسية. ورغم أن ساكنة الحي وهبت أصواتها للأغلبية الحاكمة بالجماعة لكنها لا تكترث ولا تحفل بمطالب ملحة للحي، بل تمعن في تجاهله.
والشيء غير مفهوم أيضا هو أنه رغم أن جمعية حي اغدير الكناوي للإتحاد و التنمية التي أتشرف بترؤسها قامت بعدة مراسلات للجهات المعنية قصد التدخل لوضع حد لمعاناة الساكنة، لكن دون جدوى.... ويبدو أن أيادي خفية تعرقل عملها النبيل.
و من منبركم المحترم نوجه ندائنا للمسؤولين المحليين والإقليميين بجعل الحي ضمن الأولويات التي يجب الاهتمام بها وأن يتم تسخير كل الجهود والإمكانات لرفع الحيف والظلم عنه.
2-يبدو أن اللقاء التواصلي لحزب الاتحاد الدستوري بأصيلة حرك بركة السياسة الآسنة. إذ رأى فيه العديد من فرقاء الصراع السياسي تحديا كبيرا. ويستشف ذلك من كثرة ردود الأفعال الهائجة منها والموضوعية.
أين تتجلى قوة حزبكم محليا؟
-بالفعل بعد اللقاء الذي نظمه حزب الإتحاد الدستوري يوم 22 فبراير المنصرم بأصيلة، والذي عرف حضور لافت لمناضلي الحزب بالمدينة. كانت عدة ردود أفعال، منها من نوَّه بالمبادرة وطالب باستمرار عقد لقاءات مماثلة. لكن البعض الآخر جن جنونه بنجاح هذا اللقاء، و منذ ذلك الحين، والحزب يتعرض لحملة مسعورة وممنهجة للنيل في مصداقيته، وتشويه سمعته، وقد تعمد البعض الإساءة لمناضلي الحزب بجرأة وقحة. لكن ذلك، لن يزيدنا إلا طموحا وعزيمة للمضي قدما في خدمة المدينة واستنفاذ كامل طاقتنا لإخراج المدينة من هذه الأوضاع المزرية. فحزب الاتحاد الدستوري يستمد قوته بالانفتاح على جميع أطياف المجتمع، ويتعاطى إيجابيا مع مشاكل الشباب لإعادة ثقة في العمل السياسي. كما أنه يملك خطابا واضحا بعيد كل البعد عن اللغة الخشبية، وله القدرة على تسمية الأشياء بأسمائها. كما يضم في صفوفه كفاءات وطنية، والحزب له قوة اقتراحية عالية الجودة ويستشف ذلك من مساهمته القيمة في إعداد النموذج التنموي المرتقب.
3-هل الإنتخابات الجماعة المقبلة ستكون لحظة حاسمة لتأسيس ممارسة سياسية ناجعة تشكل قطيعة مع الممارسات المبتذلة التي كرست "أصيلة الفرص الضائعة" لصناعة تنمية حقيقية؟
- الانتخابات المقبلة ستكون مصيرية للمدينة ككل. فلا تخفى عليكم الوضعية الكارثية التي باتت عليها أصيلة جراء التسيير المتخبط والعشوائي والمرتجل لرئيس المجلس الجماعي الذي دبر شؤون المدينة لأربعة عقود تقريبا بفكر أحادي صنع الفشل، فلا يمكن أن نبني الدار بمن خربها كما يقال.!!
ومن هذا المنبر أدعوا كل الأطياف السياسية لوضع مصلحة أصيلة و ساكنتها فوق كل اعتبار، وفتح قنوات التواصل مع بعضنا البعض للقطيعة مع الممارسات القديمة التي لا تصب إلا في خدمة الأجندة الانتخابية للرئيس الأبدي.
وقريبا، سندعو جميع الأحزاب للانخراط في مناقشة التقطيع الانتخابي، ومناقشة إمكانية تقديم اقتراحات عند مراجعة القوانين الانتخابية كاعتماد التصويت باللائحة واقتراحات أخرى ليس هنا مكان تفصيلها.
حاوره ذ. يونس لطهي