تحل اليوم ذكرى انتفاضة 20 يونيو 1981, بمدينةالدار البيضاء حيث تدخلت القوات العموميةوالجيش لقمع مظاهرات تطالب بالديمقراطيةوالخبز والكرامة، بعد الإضراب العام الذي دعت اليهالكنفدرالية الديمقراطية للشغل، احتجاجا على قرارحكومة المعطي بوعبيد الزيادة في الأسعار. وسقطعلى إثرها ضحايا ماتوا أو جرحوا بالرصاص الحي.واعتقل الآلاف الى محاكمات غير عادلة …الخ
جرت الكثير من المياه تحت الجسر، وجاءت هيئةالإنصاف والمصالحة.(2003-2005 ولم ينصفضحايا الإنتهاكات لأن الدولة لم تعتذر تطبيقالتوصيات هيئة الإنصاف ذاتها، قبل أن نكتشف فيسنة 2017 أن الدولة كانت أخبرت أعضاء الهيئة بألااعتذار في الأفق. كما جاء في تصريحات مباركبودرقة وشوقي بنيوب الذين عقب إصدارهماكتاباتحت عنوان ” وكذلك كان” عبارة عن مذكراتحول تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة.
يقول السيد شوقي بنيوب مهربا النقاش:
“هيـــئة الإنصـــاف والمصالحة لم تعط صك براءة لأيجهاز، بل أعطت للضحية الإمكانية لكي يحركالمتابعــة الجنائية مع جميع الضــــمانات، لكن الضحايالم يذهــــبوا للمحاكم” وأضاف:”تفهم الضحايا”
لم تستطع الهيئة نشر أرشيف عملها، أو وضعه فيمؤسسة أرشيف المغرب أو في المكتبة الوطنية،ليطلع عليه المواطنون والباحثون. بل جرت صحفالى القضاء لوقف نشر فبعض شهادات ضحاياالإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
ولا حديث عن توصية الإعتذار من طرف وزيرحقوق الإنسان أو المندوبية الوزارية لحقوق الإنسانالتي يرأسها شوقي بنيوب نفسه. وحتى المجلسالوطني لحقوق الإنسان وريث هيئة الإنصاف، لميسبق له طرح ملف الإعتذار بوصفه وريث هيئةالإنصاف والمصالحة، والراعي الرسمي لتطنفيذتوصياتها.
والسؤال لا زال مطروحا، لماذا لم تعتذر الدولة بعد،كما أوصت الهيئة منذ 16 سنة؟
فجبر الضرر المادي يبقى ضروريا الى جانب جبرالضرر المعنوي المتمثل في تقديم الإعتذار العام،والتعهد بعدم تكرار ما جرى. علاوة على تنفيذ باقيالتوصيات ذات الصلة بالحكامة الأمنية، وإصلاحالعدالة. …الخ
أرواح شهداء كوميرة لا زالت تنتظر الإعتذار حتىترقد بسلام في الأعالي مع الصديقين والشهداءوالصالحين، ويندمل جزء من جرح الأقارب وذويالحقوق أصالة عن نفسهم ونيابة عن الشعبالمغربي..جرحي أنا.
بقلم: اسماعيل طاهري
عن موقع لكم2