الثلاثاء، 30 يونيو 2020

حوار مع نضال بنعلي الكاتب العام لحزب التقدم والإڜتراكية بأصيلة:

توطئة
لا أحد يماري في كون السياسة  بأصيلة تعيش أحلك لحظات بؤسها. آفات عديدة تنخر المشهد السياسي:دور باهت للأحزا ب، سلوك انتخابي غير عقلاني للناخبين، الثقافة السياسية السائدة تمادت في خلق تمثلات سلبية عن العمل السياسي..استفحال ظاهرة العزوف الانتخابي...الخ.....
وأصيلة لم تنجح قط في جعل العملية الانتخابية لحظة مؤسسة في صناعة التنمية التي تحتاجها.
تفتح "فضاء البوغاز" سلسلة حوارات مع وجوه بارزة في المشهد السياسي بأصيلة لمحاولة الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها.

في هذه الحلقة، معنا كاتب فرع حزب التقدم والاشتراكية السيد نضال بنعلي.

1- نضال بنعلي شاب طموح يتحرك على عدة مستويات اجتماعية، سياسية وشبابية. الميزة التي تطبع عملك، على المستوى السياسي، هو حرصك على إعادة الاعتبار للعمل السياسي عبر تحسيس الشباب بالانخراط في الحياة السياسية. وكما تعلم فالعزوف الانتخابي ليس نمطا واحدا، بل أنماط مختلفة...فهناك العزوف المؤسس والواعي وأنماط عزوف  ناتج عن بدائل استمالة متعددة. يرى العديد من الفاعلين أن سبب عزوف الشباب محليا هو عدم ثقتهم في العملية الانتخابية، بل اعتقادهم في عدم جدوى العمل السياسي أصلا.
ما هو رأيكم؟

- أشكركم على هذه الاستضافة البهية في فضاء البوغاز للحوار حول موضوع يشغل بال العديد، بل جل المتابعين للشأن العام الأصيلي "الزيلاشي"، خصوصا في شقه المتعلق بعزوف الشباب، هناك عدة عوامل ساهمت في هذا العزوف،  و لا أخفي عليكم أن الأحزاب ساهمت فيه بشكل غير مباشر، خصوصا عدم إعطاء المشعل للشباب لقيادة مكاتب الأحزاب المحلية،. و أيضا عدم تواجد الشبيبات الحزبية لكل الأحزاب المتواجدة في أصيلة،  فكما نعلم أن الشبيبات هي الذراع الشبابي و المكان الأمثل لتكوين الشباب و أيضا المكان الطبيعي لتكوين أي سياسي مستقبلي. 
وبالنسبة أن عدد من الشباب يرون أن لا جدوى في العمل السياسي،  لأنهم، كما قلت لك، لا يرون بالملموس متغيرات قد تشجعهم على الانخراط في العمل السياسي : عدم إعطائهم مراكز قيادية، عدم اشراكهم في العملية الانتخابية سوي خلال الحملات الانتخابية، عدم الدفع بهم إلى مراكز القرار الوطنية... و من جانب آخر أيضا ، ضعف كاريزما السياسي الذي يمكن له جذب الشباب و اعتباره كقدوة وقيادي ، و من جانب آخر حضور الخطاب الشعبوي الذي لا يحبذه الشباب بتاتا. 
كل هذه العوامل ساهمت فيما نحن عليه الآن من وضعية، نتمنى أن نتغلب عليها بالبرامج التي تم تسطيرها مستقبلا من طرف الحزب والشبيبة محليا.

2-الحركية والنشاط الذي تخوضه يقابله جمود في الأدوار التي يفترض أن يضطلع بها الحزب. وكأنك تنشط بمتوالية هندسية بينما يتحرك الحزب  بمتوالية حسابية.
هل من تفسير لهذه "الفجوة"؟

-من أجل إنجاح أي متوالية هندسية وجب التدقيق في الحسابات، و دخولي غمار الحياة السياسية كان صراحة قبل ولادة الجمعية التي أنشط فيها على عدد من المستويات سواء الوطنية و الدولية، وأظن أن سنة واحدة من قيادة فرع حزب التقدم و الاشتراكية أعطى أكله و أوصل صوت مدينة أصيلة لقبة البرلمان، فقط خلال الشهر الفارط،  تم طرح 3 أسئلة كتابية على وزراء مختلفين حول عدد من القضايا،وطبعا هذا الطرح من طرف المجموعة النيابية يكون بتنسيق محكم مع فرع الحزب المحلي و بطلب من الساكنة التي نجلس ونناقش معها الأمر قبل طرحه في قبة البرلمان، و أظن أن الحزب رغم عدم توفره  على مستشار جماعي بالمدينة و لا على برلماني ممثل للدائرة فإنه متواجد في صفوف الساكنة، و نحاول قدر المستطاع العمل بجميع الأساليب الممكنة لرفع الحيف والضرر وتسليط الضوء على عدد من ملفات مدينة أصيلة التي بقيت في الأرشيف منذ سنوات أو يمكن القول بشكل اخر منذ تواجد آخر نائب للحزب بالبرلمان الذي مثل الساكنة و نحن في الحزب جد فخورين بحصيلته. 


3- هل ستكون الاستحقاقات الانتخابية الجماعية المقبلة انتخابات تنافسية قادرة على خلق توازنات جديدة عبر إحداث تغيير على مستوى المسؤوليات السياسية أم سيبقى حامل شعار " مع أصيلة مدى الحياة"  ومن يدور في فلكه هو  المهيمن على العملية الانتخابية بكاملها؟

- دائما ما  تكون الإنتخابات تنافسية، لكن للأسف عدم الحوار ما بين الأحزاب يساهم في النتائج االتي نراها اليوم ، و أعود بك لسنة 2015 حيث قرر  عدد من الأحزاب التنافس على دوائر بها حظوظ أوفر لأحد المرشحين يتمتع بشعبية مهمة وحضور متميز فساهمت في إفشاله نتيجة عدم التنسيق فيما بينها. للأسف،  تعود حليمة لعادتها القديمة بشكل أو بشكل آخر... و قبل الإنتخابات، يصبح هم عدد كبير من الأحزاب جمع الأصوات للإنتخابات الجهوية و لو بأعداد قليلة، وفي نفس الوقت لا يجب أن ننسى أن طريقة التقطيع الانتخابي تساهم بشكل غير مباشر في هذه النتائج، هذا التقطيع الذي أعد قبل الإنتخابات و توصلت به الأحزاب قبل أيام من الحملة الانتخابية، وافقت عليه أحزاب -دون ذكر الاسم طبعا- دون  الدخول في مشاورات أو الحصول توصيات ترضي الجميع ، مما شكل  انتكاسة كبيرة في التواصل السياسي ما بين الأحزاب بمدينة أصيلة.
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: حوار مع نضال بنعلي الكاتب العام لحزب التقدم والإڜتراكية بأصيلة: Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top