23‏/06‏/2020

حوار مع المناضل عبد القادر كمراوي: إدريس لشكر دمر الإتحاد بأصيلة بتواطؤ مع بنعيسى قاتل التنمية والأحزاب



توطئة:
لا أحد يماري في كون السياسة  بأصيلة تعيش أحلك لحظات بؤسها. آفات عديدة تنخر المشهد السياسي:دور باهت للأحزاب، سلوك انتخابي غير عقلاني للناخبين، الثقافة السياسية السائدة تمادت في خلق تمثلات سلبية عن العمل السياسي..إلخ...
وأصيلة لم تنجح قط في جعل العملية الانتخابية لحظة مؤسسة في صناعة التنمية التي تحتاجها.
تفتح "فضاء البوغاز" سلسلة حوارات مع وجوه بارزة في المشهد السياسي بأصيلة لمحاولة الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها.

.في هذه الحلقة، معنا الأمين المال لفرع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سابقا، السيد عبد القادر كمراوي.

حاوره الأستاذ يونس لطهي.

1-بوصفكم مسؤول في مكتب فرع  حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سابقا.  كيف يمكن أن تفسر الغياب اللافت للحزب عن المشهد السياسي بأصيلة؟ وهل هناك إرهاصات ليستأنف الحزب دوره الطلائعي في تأطير الجماهير والمشاركة في العملية الانتخابية المقبلة؟

- فجأة،وبدون سابق إنظار، وجد الفرع المحلي الشرعي خارج التنظيم، حيث عمل ما يسمى بالكاتب الإقليمي، الموالي لرئيس الحزب،  على تنصيب مكتب بدون تزكية المناضلين،  ووجد أحد الأخوان نفسه ضمن أعضاء المكتب المعين دون علمه ؛ وتجنبا لكل صراع داخلي فارغ،  فضل المكتب المحلي عقد ندوة صحفية  لطرح هذه الاشكالية التنظيمية الفريدة من نوعها  التي لا توجد حتى في التنظيمات الشمولية. وصادف هذا الانقلاب  الاستحقاقات الانتخابية الجماعية لسنة 2015 . وقد استنتجنا حينها وجود تواطؤ بين رئيس حزبنا  مع راعي الفساد الانتخابي بأصيلة . وما زاد من تأكيد هذه الفرضية هي تدوينات الإشادة  بالرئيس الأبدي على وسائط التواصل  الاجتماعي. إذ  نوّه  الكاتب الإقليمي للحزب بشخصيته.  وهذه الإشادة  بأنشطة المنتدى وإنجازاته غير مألوفة لدى حزبنا.
وهذا الإشكال التنظيمي ما زال قائما لحد الساعة وليس هناك في الأفق ما ينذر بوجود انفراج أو حل.


2-الرئيس الحالي للمجلس على وشك إتمام أربعة عقود على رأس الجماعة. هل يمكن، وفي عجالة، تقييم لحصيلة منجزاته؟

التدخل القطاعي للدولة على ضعفه وعدم دوامه مكن الرئيس الأبدي من  تعبئة الموارد الضرورية لإعداد وتمويل  مشاريع لتدعيم  البنية التحتية  كشق الطرقات ..الخ..عبر برنامج التأهيل الحضري لأصيلة، وبرنامج سياسة المدينة...واتفاقيات الشراكة والتعاون مع القطاعات الحكومية في عدة مجالات...لكن الحصيلة ضئيلة وغير مقنعة إذا أخذنا بعين الاعتبار مكوثه على رأس جماعة أصيلة لأربعة عقود تقريبا.بل أزعم أنه عمل كل ما في وسعه لتدمير  مؤهلات ثقافية وسياحية أخرى لا تنسجم مع ما يحمله من أفكار، وعمل على طمس الذاكرة الجماعية لساكنة اصيلة. ولا يجب ان نغفل عن الدور الذي أنشأ من أجله ميناء اصيلة بتلك الطريقة العشوائية، حسب بعض المعلومات الشحيحة،   هي بالدرجة الأولى الحفاظ على المدينة من انجراف أسوارها . أما ما يقال عن الميناء بأن به مرفأ ترفيهي وآخر للصيد لم يعمل مدخله  سوى على حصد أرواح عشرات البحارة، وتدمير قواربهم ومحركاتهم المائية. وليس عبثا أن سميَّ ب"باب الموت"! كما ساهم بتقليص أيام الصيد  وحرمان شريحة واسعة من البحارة من قوتهم اليومي 
ولا يخفى عليكم أنه عزل المدينة القديمة على محيطها البحري بتهجير ساكنتها بإغراءات  أثمنة العقار   لاستيطان  فئة لا تربطها بأصيلة سوى الإقامة السياحية. الشيء الذي أثر على تطور الصناعة التقليدية إلى حد اندثار هذا الموروث لأصيلة ( الدرازة والخرازة وغيرها) وكذلك صناعة أدوات المهن البحرية من شباك الصيد والنجارة لإنجاز المراكب وصيانتها. هذا دون الحديث عن سوء تدبير الممتلكات الجماعية، ومخالفة وثائق التعمير بالتشجيع على البناء العشوائي لدواعي انتخابية صرفة. وقد تعرضت تقارير المجلس الأعلى للحسابات لذلك بالتفصيل. كما ورط الجماعة في دعاوي قضائية كلفتها مبالغ مالية باهظة.
وما زلت أتساءل : لماذا لا يحاسب على ذلك تفعيلا للمبدأ الدستوري الذي ربط المسؤولية بالمحاسبة؟!
 طبعا، يمكن أن أستمر هكذا..في سرد أخطاءه القاتلة التي عطلت قاطرة التنمية بأصيلة. وأعتقد أن هذا يكفي.

3-الرئيس الحالي بدون هوية سياسية يمسح دوما الطاولة الانتخابية بتحالف مع حزب التجمع الوطني للأحرار مرة ومع حزب الأصالة والمعاصرة مرة أخرى. أليس في هذا السلوك تبخيس من قيمة المؤسسة الحزبية لصالح "محترف انتخابي"؟

تبخيس من قيمة المؤسسات الحزبية المحلية سياسة أثقنها باحترافية عالية...كان دوما يتصل -بحكم وسائطه وعلاقاته- بأصدقائه في عدة أحزاب على المستوى المركزي والتي كانت فروعها تفضح سياسته في تدبير شؤون المدينة ويقنعها بشتى الوسائل بالتخلي عن مكتبها المحلية وتعيين آخرين خاضعين له. أو يقنعهم بطرد أي منخرط أو تجميد عضويته حتى لا يعري سياسته التي صنعت الإخفاق والفشل في تحقيق تنمية حقيقية بالمدينة. ويلجأ أحيانا عبر موسمه باستدعاء مسؤولين في أحزاب مناوئة له ليتهكم على فروعها المحلية مظهرا إياها بأن تسبح ضد التيار....الشيء الذي كان يذكي من جذوة الصراع داخلها.
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: حوار مع المناضل عبد القادر كمراوي: إدريس لشكر دمر الإتحاد بأصيلة بتواطؤ مع بنعيسى قاتل التنمية والأحزاب Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top