تطرح مسألة العنصرية وعنف الشرطة الأربعاء 17 يونيو أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف بطلب من دول إفريقية ترغب في تحقيق دولي حول "العنصرية المنهجية" لا سيما في الولايات المتحدة التي انطلقت منها حركة احتجاج باتت عالمية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقع مساء الثلاثاء مرسوما يأمر بإجراء اصلاح محدود في جهاز الشرطة يشمل منع اللجوء الى تقنية "الخنق" القاضية بالقبض على العنق "الا إذا كانت حياة الشرطي في خطر". وهي تدابير لا يتوقع أن ترضي المتظاهرين الأميركيين الذين يطالبون بوقف هذه الممارسات كليا.
ويتوقع أن يتوجه شقيق جورج فلويد إلى هذا المجلس الذي انسحبت منه الولايات المتحدة قبل عامين، عبر دائرة الفيديو.
وفي مشروع قرار تم التداول به الثلاثاء دانت مجموعة الدول الافريقية بشدة "الممارسات العنصرية التمييزية والعنيفة لقوات الأمن ضد افارقة وأشخاص من اصول افريقية والعنصرية المتجذرة في النظام القضائي في الولايات المتحدة ومناطق اخرى في العالم".
وتطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وهي هيئة تخصص عموما للأزمات الكبرى كالنزاع السوري. والهدف منها هو "إحالة على القضاء المسؤولين" عن أعمال العنف. ويفترض أن تنشر استخلاصاتها خلال عام.
وأعلن مسؤول كبير في الخارجية الأميركية لفرانس برس أنها "فكرة سخيفة" موضحا أنه تم توجيه تهمة "القتل" أو التآمر إلى الشرطيين الأربعة المتورطين في وفاة جورج فلويد وأن مينيسوتا تسمح بنقل جلسات المحاكمة مباشرة. وأضاف "لا يمكن أن يكون هناك شفافية أكبر".
ونظرا إلى العدد الكبير من المشاركين في النقاش يتوقع أن يستمر الخميس.
- "نقطة اللاعودة" -
وأعلن جون فيشر من هيومن رايتس ووتش أنه "عندما تفشل العمليات الوطنية بشكل منهجي تصبح العمليات الدولية ضرورية" معتبرا ان "العنصرية وأعمال عنف الشرطة في الولايات المتحدة بلغت نقطة اللاعودة".
والثلاثاء أكد ترامب أنه "يجب إحداث تقارب بين الشرطة والمواطنين وليس تفريقهم" مشددا على تصميمه على فرض "القانون والنظام".
وكان ترامب التقى الثلاثاء عائلات أفراد سقطوا ضحية عنف قوات الامن أو العنصرية.
وأضاف في ملاحظات بدت أحيانا وكأنها خطاب حملة انتخابية أن "عددا محدودا جدا" من عناصر الأمن يرتكبون أخطاء.
ودان ترامب وفاة جورج فلويد وضحايا سود آخرين، لكنه تجنب منذ بداية التظاهرات النقاش حول العنصرية.
ووصفت كايت بدينغفيلد المتحدثة باسم خصمه الديموقراطي للسباق إلى البيت الأبيض جو بايدن مرسومه بانه "غير كاف". وقالت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي إن هذه التدابير "ليست للأسف بمستوى الأعمال الضرورية لمحاربة" العنصرية وأعمال عنف الشرطة التي تقتل "مئات الأميركيين السود".
وأدخل الديموقراطيون حظر وضعية الخنق ببساطة في مشروع قانون قد يتم تبنيه في مجلس النواب اعتبارا من الأسبوع المقبل. لكن يستبعد أن يمر كما هو في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
- ممارسات مثيرة للجدل لقوات الأمن -
وبما أن سلطة الرئيس الأميركي محدودة على اجهزة الشرطة التي هي تابعة للولايات والمدن سيستخدم المرسوم أداة المساعدات الفدرالية ل"تشجيعها" على احترام "أعلى المعايير المهنية".
ودون انتظار إدارة ترامب أو الكونغرس حظرت مدن عديدة ممارسات الشرطة المثيرة للجدل منذ وفاة جورج فلويد التي أدت إلى تعبئة غير مسبوقة في البلاد منذ الحركة من أجل الحقوق المدنية في ستينات القرن الماضي.
وازدادت مشاعر الغضب مع مقتل ريشارد بروكس برصاص شرطي أبيض مساء الجمعة في أتلانتا (جنوب).
وتزيد قضايا أخرى من النقمة الشعبية.
وتحت الضغط تعهدت شرطة لوس انجليس (غرب) الإثنين بفتح تحقيق "معمق" في وفاة الشاب الأسود روبرت فولر الذي عثر عليه مشنوقا الأسبوع الماضي.
وفي نيومكسيكو (جنوب) اصيب رجل الإثنين بالرصاص خلال تجمع احتجاجا على تمثال استعماري في حين نظمت ميليشيا من اليمين المتطرف "مدججة بالسلاح" بحسب السلطات، تظاهرة مضادة.
ا.ف.ب