06‏/05‏/2020

بورتريه: الزبير بنسعدون كما عرفته



يتعرض المناضل الزبير بنسعدون باستمرار لحملة مغرضة تستهدف رصيده النضالي ومكانته داخل المجتمع الزيلاشي. ورغم مراسه الكبير في مواجهة الصعاب التي تعترض نضاله اليومي مع الدراويش والمظلومين الى درجة أن ما يبقى من وقته لعمله وأولاده قليل، ومع ذلك فهو رجل شديد التنظيم بحيث يعط لكل حق حقه ويكظم غيظه ويتصرف كأن لا شيء يشغله، يعلق على قضايا مختلفة تهم المجتمع وما ينفك يعود الى ابتسامته الصادقة.
 ومرحه داخل نطاق جدي هو الطاقة التي تسعفه  لكي يستجمع قواه ويتخد قراره. ينخرط في المشاريع الموجودة على مكتبه حتى النخاع. فهو يفكر في ملفات عديدة مرةواحدة ويتخذ قرارات مصيرية ببرودة دم نادرة. في السياسة في النقابة في الجماعة، في جمعية البحارة دون أن تحس أنه يتعب من كل المهام التي يوكلها لنفسه بعد استشارات مع مكاتب الهيئات التي يرأسها.
 في التجارة فهو "مرزاق" وصادق ولا شعرة معاوية من الغش تتسرب الى صناديق سمكه ٱو أطباق مطعمه لاحقا، كما أنه يعرف كيف يربح المال من خلال ذربته وشمه للربح أو الخسارة في أية معاملة تجارية. ونادرا ما يخطى الحساب.
والمثير في الزبير أنه لا ينام إلا قليلا  ليعمل بجد ونشاط طيلة اليوم  وإن كان مشغولا فلا أكل ولا شرب حتى تنتهي المهمة، ومن حين لٱخر يسرق بعض الوقت لتناول قهوة سوداء خفيفة. 


إبن المياح

الكثير من الخصال التي تميز الزبير بنسعدون استمدها من تربيته على يد والده المشمول برحمة الله ورضوانه . فهذا الوالد هو أمين بحارة أصيلة لسنين طويلة،وعرف عنه مهارته المهنية ودفاعه المستميت عن الحق ولا يخاف لومة لائم أو سلطةإدارية. في عهد الإستعمار الإسباني وخلال عهد الإستقلال. لذلك وبسببه يمكن أن تنطبق عليه  الآية الكريمة: "ووالد وما ولد".
 والد الزبير جزء من الذاكرة البحرية المحلية من حيث المهنية والصدق و الوفاء. وقد استلهمت تجربته الكاتب المغربي أحمد عبد السلام البقالي الذي كتب قصة قصيرة تحت عنوان:" المياح"وتم اعتمادهافي مقرر مدرسي بالسلك الثانوي الإعدادي في نهاية الثمانينيات من القره الماضي.، وهي قصة حقيقية بطلها والد الزبير بنسعدون الذي كان يخصص جزءا من  منتوجه من الصيد كصدقة يومية للفقراء الذين يحجون الى الميناء للحصول عليها كل مساء.

معارض شرس

خاض الزبير بتسعدون معركه داخل الميناء دفاعا عن البحارة حملته على الوعي بكون مشاكل الميناء تجد امتداداتها في بر أصيلة فانخرط في بداية الألفية الثالثة  مع المجتمع المدني في رابطة الدقاع عن حقوق المستهلكين ووجد  أمامه تحالفا بين السلطة والمجلس البلدي الذي يرأسه محمد بنعيسى. وهو ماقاده الى الترشح للإنتخابات في لائحة حزب الأحرار . بغية نقل المواجهة الى داخل  المجلس. وهنا اندلعت
مواجهة بينه وبين بنعيسى بعد إقصائه من مكتب تسيير الجماعة بعد بروز خلافات منذ أول اجتماع للأغلبية.
وخلال دورات المجلس أبان بنسعدون عن حس سياسي وتكوين أبهر المتتبعين من قدامى مناضلي المدينة من أحزاب الكتلةواليسار.
 ومع توالي المحطات وتبني بنسعدون لمعظم قضايا المدينة وإظهار مرونة في التعامل مع مختلف مسؤولي مختلف التيارات السياسية والمدنية بمدينة أصيلة، واستعداده للتحالف مع من يتبنى قضايا المدينة العادلة مما جعله عمليا دينامو العمل النضالي بالمدينة من خلا تركيز نشاطه على القضايا المحلية للمدينة. وبدا للجميع أن حسه النقدي وتحليلاته وتفسيراته للأحدات معقولة وموضوعية ونزيهة لا تأبه بنظرة ضيقة أو تراعي قرابة عائلية أو مهنية. مما ساهم في توسيع قاعدة شعبيته بالمدينة وعمل بجد على تأطير الأحياء الشعبية بجمعيات للأعمال الإجتماعية، 
وقد جر ذلك عليه أحقاد بنعيسى وجماعته، و وأزلامه ، التي حاولت الضغط عليه تجاريا، وطبخ الملفات للقضاء عليه في ملفات ذات صلة بالمخدرات وبعد معارك قضائية وحقوقية تمكن نسبيا من الخروج منتصرا منها، وفي غفلة من الجميع تم الحكم عليه في إحداها بثلاث سنوات قضى منها سنتين في سجن طنجة وتمكن لوبي بنعيسى من إبعاده من الترشح لانتخابات 2016 الجماعية مما خلف فراغا سياسيا كبيرا بالمدينة اعترف به العدو قبل الصديق، مما ولد إحباطا عاما داخل نخب المدينة وطبقاتها الشعبيةالمواليةوخفت نضال الحراك الشعبي واستقطب لوبي بنعيسى بعض عناصره. فيما تجمد نشاط الأحزاب والنقابات ...الخ
 واسترجع بنعيسى الأنفاس واكتسح من جديد أغلبية المجلس البلدي ومع ذلك استمرت المعارضة في شخص المستشارين يونس لطهي وادريس جابري قبل وبعد الإنتخابات رغم المضايقات والمحاكمات التي طالتهما. 

اللجنة الوطنية لمحاربة الفساد بأصيلة

تأسست اللجنة بالرباط وضمت 14 تنظيما حقوقيا ودعما من الصحفيين الكبيرين خالد الجامعي وحميد المهداوي بعد توالي تلفيق المحاكمات لبنسعدون، ونظمت هذه اللجنة قافلة تضامنية الى مدينة أصيلة ونظمت جلسات استماع لضحايا بنعيسى. كما نظمت محاكمة رمزية لمحمد بنعيسى وتجربته في رئاسة جماعة أصيلة. وأصدرت حكما بإبعاده من المدينة وتجريده من مهامه الإنتدابية.
واستغرب عدد من المتتبعين كيف تجتمع كل هذه النخبة السياسية والحقوقية والإعلامية لدعم حركة الزبير بنسعدون؟ خالد الجامعي، حميد المهداوي ، الحبيب حجي،  طارق السباعي، نجيب بنعلي، يحيى بن الوليد، أحمد البقالي ، العربي أمزغار،السهمي، الكمراوي، القماح، رئيس عصبة الدفاع عن حقوق الإنسان، القاضي محمد الهيني، محمد أسامة، فؤاد الفتوح، هل اجتمعت هذه النخبة على ضلال، لذلك وأمام هذا الزخم النضالي الذي ساهم الزبير بنسعدون في بنائه بمدينة أصيلة بعد جمود امتد منذ انكسار تجربة المعارضة الإتحادية وفشلها في الإطاحة ببنعيسى على عهد المحامي أمزغار.


بقلم: اسماعيل طاهري

يتبع



  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: بورتريه: الزبير بنسعدون كما عرفته Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top