06‏/11‏/2019

صرخة الشاعر عبد الدين حمروش: الحرية لأحمد ويحمان

أعرف أن زمننا المغربي الأغبر هذا، لم يعد يترك أي معنى: للسياسة ونبلها، للثقافة وتنويرها، للمواقف ووضوحها. السياسة قتلها التجار، والثقافة أفلسها المهرجون، والمواقف أخرسها الانتهازيون.
حتى فلسطين، التي ظلت تجمعنا في الشوارع والساحات، صارت تبتعد عنا يوما بعد يوم. لم تعد فلسطين تلك القديسة، التي تُلهمنا الأشعار والأغاني، وتملأ أصواتنا صدحا بالحرية والأمل.

الزمن، اليوم، للإحباط والانكسار. خارج شؤون الحياة وتكاليفها، لم يتبق شيء نلوذ به، لنعبىء حناجرنا ضده: ضد الاستبداد والانتهازية والبؤس والجبن والبشاعة. الكل أضحى ينظر الى الكل بتوجس..لا ثقة في شعار يُلاذُ به، أو برنامج يُتوحَّد به، أو نفق يُفرح بانبثاق ضوء في نهايته.
لكن، على الرغم من كل الخيبات، التي غدت تثقل بكلكلها، ظل، هناك، أناس لا يعرف اليأس طريقا الى قلوبهم. منذ أول لقاء لنا بهم، لم نقابلهم الا أكثر تشبثا بالأمل، في تحرير فلسطين، وتحرير الإرادة في تحقيق المُستصعَب. الإيمان بفلسطين حرة، لا يفترق عن الايمان بانتصار العدل والحق والحرية. في حالة فلسطين، لا تتقدم تازة على غزة، مثلما لا تتقدم غزة على تازة.
أخي أحمد؛
أعرف مدى إيمانك بفلسطين الحرية، وباستعدادك لدفع الضريبة لأجلها.. ولكن، من كان يتصور دفع تلك الضريبة، هنا، في بلدك المغرب؟ منذ مدة غير يسيرة، ونحن نتابع المبادرات التطبيعية مع العدو الصهيوني، على الرغم من إجهاز الأخير الغاصب على الماء والشجر والحجر هناك، بمساعدة العنصري المقيت الرئيس ترامب. لقد كنت شوكة في حلوق الصهاينة والمُطبعِّين معهم أكثر من مرة. وإذ كان البعض يدَّعي مبالغتك في صدقية معلوماتك، ثبت بالملموس إقامة نصب الهلوكوست الماسوني بنواحي مراكش..وهو مجرد مثال للاختراق الصهيوني المتصاعد..ومثال على يقظتك ونباهتك.
أخي أحمد؛
لقد كانت حياتي سعيدة بمرافقة أشخاص أشاوس من حجمك..لا تلين لهم قناة في الجهر بالمواقف الشجاعة..كلهم نبل ووفاء وحب وأدب وخير.. أشخاص، لا يكون للمغرب، الذي نريد انبثاقه، معنى بدونهم. فسلام عليك يوم ولدت، ويوم تموت، ويوم تبعث حيا.

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: صرخة الشاعر عبد الدين حمروش: الحرية لأحمد ويحمان Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top