الاثنين، 12 أغسطس 2019

حتى لا يصير العيد عرسا للنفاق الإجتماعي



يحتفل المغاربة اليوم وغدا وبعد غد بعيد الاضحى"المبارك" وسط أجواء من الفرحة والبهجة  ولو الى حين، فهي مناسبة للتجاوز عن تفاصيل الحياة اليومية وما تنتجه من أحقاد صغيرة وتدافع بين أفراد الأسرة الواحدة بين الجيران وأفراد قبيلة الحومة في المدن أو قبيلة الدوار. وتتعزز فيها صلة الرحم.
وهذا لا يمنع من تفشي نوع من الهدنة المعلنة وشفيع الجميع هو التمسك بالدين وقيمه السمحة.
ولا ضير في استمرار نوع من التدافع والتباهي باللباس القشيب ومدى كبر الخروف"الضحية" تيمنا بذكرى التضحية بالنفس التي قام بها النبي اسماعيل عليه السلام من أجل قيم دينية تشترك فيها الديانات السماوية الثلاث ذات صلة بالتضحية من أجل قضية عادلة.
ومع ذلك تستمر مظاهر التخلف في التعامل مع أضاحي العيد حيث يتم الدبح في الأماكن العامة خصوصا في البوادي والقرى، حيث ترى شوارع  المداشر ملطخة بالدماء والأشلاء مرمية في الطريق تتقاذفها الكلاب والقطط وما ينتج عن ذلك من تلوث للبيئة. وتجد الرجال يتجولون في الشوارع حاملين خناجرهم التي تؤثر سلبا على صورة المغاربة في عيون السياح الأجانب. وتثير الرعب والفزع ف نفوس الأطفال.
وعلاوة على الفوائد الإقتصادية خصوصا بالنسبة للفلاحين وساكنة العالم القروي 75 في المئة من جلود الأضاحي يعد خسارة كبيرة ماديا وبيئيا. وهذا ما حمل السلطات على القيام بحملات تحسيسية للحد من الخسارة ذاتها.
لكن يبقى السلوك المشين هو القيام بعملية ذبح الأكباش أمام عيون الأطفال مما يعرضهم لصدمات نفسية خطيرة تؤثر سلبا على نموهم النفسي والوجداني. لهذا لا نستغرب من كون شبان هذا العصر لا يتورعون في التمنطق بأسلحتهم البيضاء في جيوبهم رغم أن القانون يحضر ذلك. ومنهم من يرتكب جرائم القتل بدم بارد لأتفه الأسباب لانه تدرب على العملية نظريا طيلة سنوات من مشاهدة مظاهر النحر والذبح وطبع نفسيا معها. وقد انتقلت هذه العدوى الى الفايسبوك حيث انتشرت صفحات حاملي السيوف والخناجر من العصابات الصفيرة المنترة في الأحياء الشعبية بحواشي المدن. وحتى صفحات تهتم بالشأن العام بطريقتها كصفحة "مول الشاقور" .
عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير. ولتتركوا العيد مباركا كريما.  باحترام البيئة والتخلي عن الأحقاد الصغيرة والضياع في التفاصيل الشيطانية.حتى لا يفقد العيد الكبير معناه المفترض ويصير عرسا للنفاق الإجتماعي.

اسماعيل طاهري
تصوير- العربي الطاهري
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: حتى لا يصير العيد عرسا للنفاق الإجتماعي Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top