السبت، 22 يونيو 2019

مهرجانات حزب التحكم ؟


انطلقت حمى المهرجانات في المملكة المغربية الشريفة برسم صيف 2019 تزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة. والغريب في الأمر هو تزامنها مع الامتحانات الختامية للسنة الدراسية.، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب الكامنة وراء تنظيمها في هذا الزمن بالذات. فهل هي مصادفة أم مؤامرة؟ أم قدر غريب في بلد صارت فيه الحياة العامة والخاصة في خانة"غريب".
فهذه المهرجانات التي تنبت كالفطر في كل مدينة ك"ضربة لازب"  يبدو أن هناك رابط بين منظميها والساهرين على ريعها السيال فيما يشبه "عصابة كاملة الأركان" من المتحكمين في السلطة والثروة والمتحلقين حولهم من الحواريين والأتباع من "الغاوين" والانتهازيين، والذين يعرفون في كل وليمة "من أين تؤكل الكتف".
والغريب في الأمر أن أمرهم مفضوح وأخبارهم تجري بها الركبان والجرائد والمواقع ولا يخجلون من ضميرهم ثم يعودون في السنة المقبلة ليصطفوا في الطابور نفسه، وفي المهرجانات نفسها، وفي الفضيحة نفسها، وكأن شيئا لم يحدث في السنوات الأخيرة -وكأنهم أبناء اليوم - ورغم مرور سنوات من تنظيم هذه المهجانات يستمرون في نفس الصنيع، وكأن جهة ما تحميهم وترعاهم وتؤهلهم ليستمروا في السيطرة على رقابنا في كل قرية ومدينة. وعند أول انتخابات يظهرون من جديد ليشتروا أصواتنا ومؤسساتنا وفقرنا"العتيد" ثم يعودوا في نهاية السنة الدراسية والزراعية، ليضحكوا على ذقوننا.
فما أن تنتهي العصابة من موسم نهب ثروات الجماعة والعمالة والجهة حتى تخرج علينا بمهرجانها للتفويج عن نفسها باسمنا، والهاء أبنائنا عن التحضير الجيد لامتحانات نهاية السنة الدراسية حنى لا يحصلون على نتائج عالية تسمح لهم بالولوج الى المعاهد العليا المخصصة لاستقطاب أبناء النخبة الحاكمة في الطب والصيدلة والهندسة والإشعاع النووي داخل المغرب وخارجه.
لا أريد أن أذكر مهرجانات بعينها. فكلنا يعرفها وأصحابها يعرفون أنفسهم. وتعب المداد من حبرها.
 لا أريد أن أذكر مدنا بعينها فأهاليها يعرفون الحقيقة "المرة" كاملة. و"الجريمة" كاملة.
لا أريد أن أتحدث عن صرف المال العام على هذه المهرجانات التي تبيع التذاكر كأية شركة في الأسواق المالية. فالمجلس الأعلى للحسابات عنده الخبر اليقين.
لا أريد أن أتحدث عن تسخير"مخز" للإعلام العمومي للترويج لهذه المهرجات حسب درجة قربها من مربع السلطة والمال، وبث فقرات منها في فترة الذروة. وعند مهرجان "موازين" الخبر اليقين.
إن ما يحدث مع المهرجانات في المغرب يقتضي إحداث لجنة استطلاع برلمانية لاستجلاء الحقيقة في طرق صرف المال العام عليها، واستغلال النفود فيها وباسمها للتحكم في "الثقافة" امتدادا للتحكم الحاصل في الإقتصاد والسياسة والسلطة والثروة والحياة العامة.
فهل أضحت المهرجانات شكل من أشكال التحكم المسيطر في المملكة الشريفة؟
الجواب: نعم

اسماعيل طاهري

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: مهرجانات حزب التحكم ؟ Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top