لازال مربع السلطة. الحاكمة في المغرب لم يفهم بعد ما يجري، بعد نجاح مقاطعة علامات تجارية مملوكة لمتنفذين من باطرونا قريبة أو في قلب السلطة.
ويلاحظ بعد ثلاثة أشهر من نجاح المقاطعة ارتباك واضح للحكومة في التعاطي مع الأزمة الحالية.
فقد تمكنت كتائب المقاطعة من تسجيل أهداف سياسية لم تخطر على بال الداعين لها في البداية. بل القضية لم تعد لعبة فايسبوكية فالعلامات التجارية بدأت تكشف خساراتها بالملايير. وشرارة المقاطعة تتسع لتشمل منتوجات ٱخرى.
إن تحالف السلطة والمال في المغرب العجيب والسبب الحقيقي وراء هذه الموجة الفريدة من الإحتجاجات. بعد تحويل السياسة الى منصة مكشوفة لتحقيق مصالح شخصية تحت رعاية شبكة زبونية من الأحزاب الإدارية وأعيانها التي تشتغل طول السنة على ضمان الولاءات الطفيلية في الجماعات الترابية. والإدارات العمومية عبر الرخص او في المستشفيات والمصحات الخاصة، وكأننا في حملة انتخالية على مدار الساعة.
كل هذا المناخ دفع بالإحتقان الإجتماعي الى مداه .، فمعدلات الفقر خطيرة ونسب الهشاشة مرتفعة. واحتكار السوق وغياب المنافسة وإعدام المقاولات الصغيرة وارتفاع نسب البطالة والمهمشون يملؤون الشوارع والساحات بالعنف والألم واليأس والإحباط.
الفضيحة الكبيرة أن تقارير المندوب السامية للتخطيط تكشف دوريا عن أرقام صادمة حول الحياة الإقتصادية والإجتماعية. والملك محمد السادس ينتقد باستمرار في خطبه الوضع المتأزم.
الشعوب دائما مبدعة في الدفاع عن تطلعاتها المشروعة الى الحرية والعدالة الاجتماعية، والمغرب ليس استثناء في كل هذا التاريخ الذي يحكم مصير الشعوب.
ويرجى، تفاديا لما لا تحمد عقباه، أن تكون الرسالة قد وصلت الى الحاكمين حتى يبادروا الى التحرك لمعالجة الموقف والاستجابة لمطا لب الأغلبية الشعبية الغاضبة من ٱولبغارشيا التهمت الثروة والسلطة واحتكرت الحياة العامة ، مطالب ذات صلة بسن نظام اقتصادي مبني على المنافسة الحرة في كنف دولة ديمقراطية راعية للجانب الإجتماعي.
اسماعيل طاهري
0 التعليقات
