انتقل الحديث في الجزائر من الجدل الذي أثاره احتجاج واعتصام والإضراب عن الطعام الذي خاضه الاساتذة المتعاقدون، إلى جدل من نوع آخر، عنوانه مسابقة توظيف الأساتذة المتعاقدين، الذين قبلوا ما اقترحته عليهم وزارة التعليم، لكن المسابقة تميزت بحالات غش باستخدام الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى أسئلة أحد الامتحانات الذي تحول إلى موضوع للسخرية.
المسابقة عرفت حالات غش غير مسبوقة، خاصة وأن الكثير من الأساتذة لجؤوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة موقع “فايسبوك”، إذ لجأ الكثير منهم إلى نشر الأسئلة على صفحاتهم، طالبين المساعدة في حل هذا السؤال أو ذاك، وهو ما أثار تساؤلات حول مستوى هؤلاء الأساتذة الذين يريدون الوصول إلى تولي مناصب في سلك التعليم بالغش، الأمر الذي اضطر وزيرة التعليم نورية بن غبريط إلى التهديد باتخاذ إجراءات عقابية ضد الأساتذة الغشاشين.
في المقابل أثار امتحان المواد العلمية جدلا واسعا، لأن الأسئلة كلها كانت تتمحور حول الأجهزة الكهربائية، فأسئلة الامتحان تقول إن عائلة محمد رحلت إلى مسكن جديد (ربما في إشارة إلى عمليات الترحيل التي تقوم بها السلطات) وأن العائلة وجدت فيه مشاكل في التوصيلات الكهربائي، مثل الغسالة، الثلاجة، المكواة الكهربائية (كأن هناك مكواة تعمل بالبنزين مثلا) والفرن الكهربائي، وأنه عند توصيل هذه الأجهزة ينقطع التيار الكهربائي، ثم يأتي السؤال عن سبب انقطاع التيار الكهربائي، وتقديم حلول لهذا المشكل.
أما السؤال الثاني فيقول إنه بعد إصلاح الإشكال أصبحت أم محمد تشعر بصدمة كهربائية كلما لمست الثلاجة، فما هو سبب ذلك؟ أما السؤال الثالث فيقول أيضا إن أخت محمد أرادت سحب الغسالة، قصد تغيير مكانها، فوجدت صعوبة في تحريكها، فما هي الصعوبات، وما هي الحلول لذلك؟
وطبعا فجرت هذه الأسئلة سيلا من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض تساءل إن كان المعنيون بهذه الأسئلة سيصبحون معلمين أم فنيي كهرباء، والبعض الآخر تساءل إن لم تكن هذه مسابقة لتوظيف عاملات التنظيف في البيوت، ولم يصبح لرواد مواقع التواصل الاجتماعي من كلام إلا عن غسالة أم محمد.
0 التعليقات
