السبت، 19 مارس 2016

افتتاحية: إلياس العماري يخرج الكيف من دائرة المخدرات ؟؟


تحاول ندوة الكيف والمخدرات بطنجة وضع فاصل بين الكيف كعشبة والمخدرات التي تستخرج من التمر والتين والكيف وغيره من المواد، التي تعتبر قبل تحويلها الى مخدرات،عادية وغير محرمة.
هذا ما يريد السيد العماري الوصول اليه الى جانب ما صرح به في جلسة افتتاح ندوة الكيف ، وهو "فتح باب الأمل في وجه مزارعي الكيف الذين يعانون الأمرين، والوصول إلى مقترحات عملية وقانونية لمحاربة المخدرات ولكن في مقابل الدفاع عن منتوج الكيف في بعده البيئي والصحي والتنموي".
فمنظمي الندوة واعون بحالة التماس القائمة بين الكيف والمخدرات. بين رأي يرى ببداهة ان الكيف مادة مخدرة، وبالتالي سواء صنع او لم يصنع. وحسب موسوعة ويكيبيديا "القنب هي المخدرات الأكثر استخداماً بطريقة غير مشروعة في العالموقد تم منع حيازة منتجات القنب واستخدامها، أو بيعها قانونياً في معظم أنحاء العالم في مطلع القرن العشرين"..
وهناك رأي ثان يرى في الكيف عشب عادي وليس مخدر يستعمل في البناء ويصنع منه الخبز  ويمكن استعماله لاغراض طبية وصيدلية. وهو الرأي الذي تأتي الندوة للتأسيس النظري له، والتسويق له إعلاميا.
لنستمع الى ما قاله العماري بانتباه فالمنطقة متهمة بزراعة المخدرات وهذا غير صحيح "والسبب في ذلك يرجع - حسب العماري-  إلى التعتيم المقصود أحيانا وغير المقصود في أحيان أخرى. ربما صراع المصالح دولية وجهوية وتتداخل فيه أيضا مصالح لوبيات المخدرات وبيع السجائر والمخدرات الصلبة، ربما هؤلاء وأولئك هم الذين أعطوا صورة سيئة وجعلوا من المنطقة والبلد ككل مصدرين لإنتاج المخدرات."
العماري كان واضحا في كلامه فالكيف ليس مخدر وزراعته ليست زراعة مخدرات وإنما هي تهمة مغرضة. فهو نبتة عادية كالنباتات التي تصنع منها الخمور كالتمر والتين. لا يجب الحكم عليها بالإعدام بناء على تهمة باطلة.
صحيح أن الذي يهم العماري هو حس اجتماعي يتعلق بساكنة بلاد الريف التي ينحدر منها ، وليس اعلان اكتشاف جديد. وهو بالضرورة يدافع عن موقفه الشخصي وتجربة حياته الخاصة والعامة لرفع التهمة عنه وعن بني جلدة بلاد الكيف. في وقت هو مرشح فوق العادة لرئاسة الحكومة كأقوى منافس لعبد الإله بنكيران خلال انتخابات مجلس النواب في 7 أكتوبر القادم. فقادة حزب العدالة والتنمية يحاربونه انطلاقا من"تهمة" تحدره من بلاد الريف . ولكن في نفس الوقت الوفاء بدين للمنطقة التي عانت ولازالت تعاني من المخدرات وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية. وهذا لا يمكن لجاحد من المنطقة الريفية عدم تصديقه وإن بدا أن شرعنة زراعة القنب الهندي لا يمكن ان تكون محط قبول من أجل تبرير واقع أليم والخروج منه بطرق غير مشروعة عن طريق شرعنة ما لايشرعن وطنيا ودوليا. فالعماري يطالب العالم باعادة النظر في بديهية كون مخدر من المخدرات المحظورة قانونيا.
لذلك يمكن فهم سؤال العماري "كيف نعاقب منطقة لأن ما تنتجه نبتة عادية جدا وقبل تحويلها الى مخدرات هناك أكثر من متدخل: المزارع، الناقل، محول النبتة من الكيف إلى المخدر، المصدر، والمسوق وصولا إلى مرحلة الاستهلاك."
وللتدليل على صدقية موقفه اعتبر العماري أن آفة المخدرات ليست ذات طابع وطني صرف بقدر ما هي آفة دولية مثلها مثل الإرهاب، لا وطن ولا دين ولا لون له، مع العلم أن نبتة الكيف تستعمل في 50 مادة نافعة للإنسان كالطب، البناء، النسيج، ومواد التجميل..الخ.
وهنا يصل العماري الى مربط الفرس هو الدفاع عن الكيف بوصفه" النبتة الصالحة للإنسان" وقال "فكيف نعدم مادة صالحة للإنسان صحيا وتنمويا، بل الأكثر من ذلك كيف نعاقب ساكنة لأنها تزرع نبتة نافعة ولا نعاقب من يقوم بتحويلها كمادة إلى مخدر يقتل الإنسان؟، كم من منتج ومهرب للمخدرات توبع؟،"
ولم يدخل العماري في جدال أو جدل علمي أو قانوني حول مدى كون طرحه صحيحيا. ولم يستند في طرحه مثالا علة منظمة دولية واحدة أقرت أن القنب الهندي الكيف ليس مخدرا محظورا.
وقال ان الكيف أصبح طابو . ومضى الى المزارعين والمنطقة ضحايا"التهمة" والأفكار المسبقة التي حولت السكان الى متهمين الى ان تثبت براءتهم.
ويشرح العماري طرحه بالقول " اليوم هناك أزيد من أربعين ألفا/ 40.000 مزارع فقير يعيشون في الجبل بدون وثائق هوية جراء الملاحقات الأمنية والمتابعات القضائية، وأقل من 1 في المئة فقط من تجار المخدرات يحاكمون. وبالأمس القريب كانت الطابوهات التي يتحدث عنها المفكرون ثلاثة وهي: الدين، والسلطة والجنس، واليوم أصبح الكيف رابع الطابوهات، وكلما تحدثنا عن الكيف إلا واتهمنا، ولكن واقع الحال هو أنه من يعيش ليس كمن سمع، فحجم معاناة ساكنة المناطق المعنية بزراعة الكيف لا حدود لها، فهم لا يطلبون سوى الأمان والعيش الكريم".

اسماعيل طاهري
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: افتتاحية: إلياس العماري يخرج الكيف من دائرة المخدرات ؟؟ Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top