أسئلة «القدس العربي» التي أجاب عنها الفنان مارسيل خليفة في الفرجين وسط بيروت بمناسبة إحيائه لحفلة موسيقية قدم خلالها مقطوعته الجديدة"أندلس الحب".
■ ماذا سيفعل «أندلس الحب» في هذا البحر المترامي من القتل؟
□ إنها تحية لمحمود درويش أردت تقديمها في هذا اليوم الذي يصادف تاريخ مولده. هذا أولاً، وثانياً الحب هو موضوعي الشخصي الذي رغبت في هذا الظرف الصعب ووسط كل هذه الزبالة التي نعيشها من سياسية وبيئية وغيرها، أن تكون هناك جنة أخرى تقصدها الناس وملؤها فراشات وأزهار. هذا ليس شعراً بل حقيقة، إذ يفترض أن يتذكر الناس من جديد أن الحب موجود. لا أن نفكر بمحاربة الدم بالدم. وإن حدث هذا، فالحروب ستقيم على مدى الزمان. من يشغلون الغرف المغلقة يؤسسون لمشاريع ليس فيها غير الدم. ليس لنا دخل بالقرار، فهم من يقرر عنا. عندما وضعت نقطة على سطر «أندلس الحب» تمنيت لو يعود للحياة كل من رحلوا، وكل من حفظوا أغنياتي ليموتوا من جديد، في سبيل الحب وليس الحرب.
■ كأنك تطلب الأعاجيب وزمنها قد ولّى؟
□ اليأس كبير نعم، لكنه لا يمنعنا من التسلح بحلمنا، وبغير ذلك نفقد معنى الحياة. لنؤمن بالأعجوبة. وألفتك أني وليد تراث يؤمن بالأعجوبة. وليس بالضرورة أن تشبه مسح جسد ميت بيدنا ليعود للحياة. لربما حققنا أمراً من خلال هذا الحلم. الحب هو اختراع عربي، والعرب أكثر من حكى عنه، فلماذا ينسون هذا الواقع؟
■ لدرويش قضايا تتلازم وتتداخل منها الحب والأرض. الحرب شردته من أرضه فهل للحب أن يعيد شعباً إلى حيث جذوره؟
□ انطلاقاً من ذاتي أفضل تحرير نفسي قبل تحرير الأرض. لماذا؟ حتى لو انتصرت قبل تحرير نفسي سأكون مهشماً، وبدون تحرير ذواتنا الداخلية سنكون غلط. وهذا ما أراه هزيمة وليس انتصاراً.
■ عندما يتقدم بنا العمر ويتراخى الحماس هل نعيش في الشعر أكثر من عيشنا في الواقع؟
□ لا. ربما هناك بعض من جنون يشبه الأعجوبة التي سبق الحديث عنها. فمحمود درويش في رأيي جنّ في قصيدة «يطير الحمام». بدوري جنحت نحو الجنون من خلال الموسيقى. لا زلت أشعر بأن الطفل لا يزال يحبو في داخلي. وهو طفل يتميز ببعض الحكمة.
حاورته زهرة مرعي
عن القدس العربي