أعلن تيار الزايدي يوم السبت 21 فبراير الانشقاق نهائيا عن الإتحاد الإشتراكي وهذا بلا شك خبر لايسر صديقا ولاعدو فتشرذم الأحزاب مسألة خطيرة لم تساهم الا في إضعاف الأحزاب وقد عانت عدة احزاب من هذا الضعف كالتقدم والإشتراكية ومنظمة العمل والإتحاد نفسه..
والمشكل المطروح في الإنشقاق الجديد داخل الإتحاد أنه يأتي بعد ثلاث سنوات من خروج الحزب من الحكومة بعد ثلاث ولايات حكومية متتالية منذ1998، والمشكل هو ان انشقاق اليوم نتيجة غير مباشرة لفشل المؤتمر الاخير للإتحاد في الخروج بقيادة موحدة حول وثائق المؤتمر وبيانه العام.
الفريق المنشق ليس بديلا حقيقيا لما بقي من المناضلين داخل الإتحاد سواء كان مناصرا للشكر أو مختلف معه. ورغم جولات النقاشات التي فتحها لم يقدم أرضيات سياسية حقيقية تبين على أرض الواقع النضالي أنها حركة تصحيحية حقيقية تصون قيم وتاريخ الإتحاد. لذلك سيخلو الو للشكر وتياره للسيطرة على "شعب" الغتحاد الذي لم يغادر السفينة وان كان جله ليس مع خيارات لشكر فإنه يخشى من تكرار تجارب خروج الأموي ومؤتمره الوطني الإتحادي أو الساسي وتيار وفائه للديمقراطية.
لقد فشلت مختلف الوصفات التي أعطيت للإتحاد الإشتراكي للخرو من النكسة التاريخية التي عانى منها جراء دخوله تجربة التناوب منقسما ثم منشقا وفي عهد جطو انخرط في كذبة الإستمرار في الأوراش الكبرى والتركيز على الجوانب الإقتصادية لذلك برر ما لم يبرر وفي عهد الفاسي ادعى انخراطه في الاوراش الإجتماعية واستراتيية امتصاص الغضب الشعبي لحركة20 فبراير.
خروج رفاق الزيدي من الحزب اليوم صدمة كبرى للطبقة السياسية وإسهام واع أو غير واع في شرذمة العمل السياسي وإضعاف الإتحاد الإشتراكي لكن وبكل الأحوال لن يكون بديلا حقيقيا له لكون النخبة المنشقة اليوم في بوزنيقة أقل قوة تنيميا وسياسيا من نخبة محمد نوبير الأموي أو محمد الساسي.
شخصيا أحس بمرارة من هذا الذي جرى لكن ورغم كل ذلك فهذا الخروج غير المدوي من الإتحاد له ما يبرره بالنظر الى السلوك السياسي لجماعة إدريس لشكر الذي لم يهادن مخالفيه وحرك التنظيم لمحاربة التيار وتجفيف منابعه وكسب مختلف المعارك التي دخلها في تجديد الكتابات الإقليمية على مقاس لشكر واسترجاع الصحافة الحزبية والمطبعة وممتلكات الحزب وكان أول انتصار هو نجاح لشكر في إبعاد الراحل أحمد الزيدي عن رئاسة الفريق النيابي للحزب بل وتولاه بنفسه.
يتبع
كلمة رئيس التحرير:
إسماعيل طاهري

0 التعليقات