بقلم: إسماعيل طاهري
عاتبني الأستاذ نجيب بنعلي على عدم الكتابة
عن محنة عبد الرحمان اليوسفي الجديدة مع مراقبي مطار محمد الخامس الذين كسروا قفل
حقيبته وفتشوها تفتيشا دقيقا وهو القادم من فرنسا السبت الماضي.
في الحقيقة اعتقدت في البداية أن الخبر مفبرك وهناك
العديد من الاخبار التي تبدو لي غير صحيحة - ولا أجازف بنشرها - لأفاجأ أنها صحيحة
بالفعل بعد أن يكون السبق الصحفي قد فاتني.
ولكن سلوك مراقبي المطار ليس غريبا وهو إهانة بلا شك
صدرت في حق رجل دولة يشهد له بالمكانة المرموقة في العمل السياسي والنضالي الوطني.
لكن الذي أثار حفيظتي هو الإتصال بعبد الرحمان
اليوسفي للإعتذار له من لدن مسؤولي الجمارك ثم مدير الخطوط الجوية المغربية.
فلماذا الإعتذار اذا كان المراقبون الجمركيون ينفذون تعليمات قيادتهم؟ حتى ولو
كسروا قفل حقيبة اليوسفي لاتمام مهامهم على النحو المطلوب سوار سمح لهم اليوسفي
بذلك أم لا. والسؤال المطروح هو لماذا
أصر المراقبون الجمركيون على كسر القفل وتفتيش الحقائب رغم تعرفهم على صاحبها؟
البوبكري والمانوزي وآخرين أدانوا سلوك رجال الجمارك
في حق اليوسفي ومدير الخطوط الملكية الجوية إدريس بنهيمة اعتذر. وهذه الإعتذارات
تؤكد صحة الخبر .
لكن هذا لا يخفي كون رمزية الحدث تطرح أكثر من علامة
استفهام حول تعامل الدولة مع كبار رجالاتها عندما ينسحبون الى الظل بعد انتهاء
مهامهم أو انهم اضطروا الى قلب الطاولة بعد ذات"انقلاب على المنهجية
الديمقراطية". في سنة 2002.
والسؤال المحير هو لماذا تجاهلت وسائل الإعلام
المستقلة هذا الخبر؟ أصدفة أن يتم تجاهله رغم أن جريدة الإتحاد الإشتراكي نشرته الإثنين
في صدر صفحتها الأولى. ؟
وهذه في اعتقادي هي الفضيحة الحقيقية لصحافة تدعي
الإستقلالية والموضوعية. فكيف بها تتجاهل بضربة لازب خبرا كهذا. صعب أن نكيل لهذه
المنابر الإعلامية تهمة العمالة وخدمة الأجندة المعلومة لكن السؤال يبقى وجيها حول
الجهة التي ضغطت من إجل إقبار مثل هذا الخبر ومنعه من الإنتشار وسط رواد هذه
المنابر التي تسيطر على معظم مقروئية الصحف في المغرب.
أما بالنسبة للإعلام العمومي فهو لازال متخلفا
ولازالت الدولة تتحكم فيه وتخضعه لخدمة أجندتها المعلومة والسرية.
الوزير الأول سابقا عبد الرحمان اليوسفي تعرض
للإهانة من لدن موظفين ينفذون التعليمات ربما بشطط زائد . لكن الإهانة الكبرى
للرأي العام هي احتقاره بتجاهل حدث كهذا خصوصا من الصحافة المكتوبة المستقلة.
0 التعليقات
