الأحد، 18 يناير 2015

الإقتراع باللائحة عنوان معركة أصيلة القادمة //افتتاحية



تراهن القوى السياسية في مدينة أصيلة على اعتماد نظام اللائحة في الإنتخابات الجماعية المقبلة التي من المحقق أنها لن تتم إلا بعد سنة 2014 حتى يتم تجاوز النظام الإنتخابي الحالي المبني على نظام الدوائر فالمدينة التي يبلغ عدد سكانها أقل من 35 ألف نسمة لا يسمح لها النظام الانتخابي الحالي باعتماد اللائحة/ القائمة.(حسب إحصاء 2004 يبلغ عدد سكان أصيلة 28.9 ألف نسمة) وهذا النظام الأحادي أدى عمليا بكبير أعيان الإنتخابات بالمدينة الى السيطرة على العملية الإنتخابية مسخرا لأجل ذلك كل الوسائل المتوفرة لدى الجماعة لخدمة أجندته الإنتخابية بالواضح وطيلة السنة في تحد سافر لكافة الأطراف السياسية بالمدينة وكذلك السلطات الترابية التي دأبت منذ عقود على محاباته، وهذا لم يعد مقبولا في زمن الربيع العربي.
إن رئاسة بلدية لمدة 30 سنة ولد تضخما خطيرا في عملية العمل السياسي في المدينة وصارت كل المقررات التي تصدرها البلدية غير خاضعة لرؤية تنموية حقيقية بقدر ما تصرف توجهات جمعية المحيط ومنتدى أصيلة ومنها مقررات انتقامية ترتبط بالمضاربة العقارية حيث يتم نزع ملكية الخواص بهدف إذلالهم أمام الرئيس وتحويل المنفعة العامة الى منفعة خاصة بعد مساومتهم والغاء مقررات نزع ملكية أراضيهم.
وفي الآونة الأخيرة وصل هذا التضخم الى حد الإستحواذ على أراضي الخواص واستغلالها لصالح البلدية أو المنتدى دون حتى التقيد بقانون نزع الملكية كما حدث مع أرض بلقاضي وأرض محمد القيسي. وهما القضيتين المعروضتين على القضاء للفصل فيهما.
لذلك يستغرب المتتبع لوضعية البنية التحتية الهشة للمدينة، فالعديد من الأحياء لا تتوفر على أرصفة وبعضها الآخر لا يتوفر على قنوات الصرف الصحي، والأخطر من هذا هو استمرار تنامي ظاهرة أحياء الصفيح وليس هناك أية خطة للبلدية ولا للسلطات لحل هذا المشكل بل إن الحل المؤقت الذي باشرته السلطات مع المجتمع المدني لتوزيع بقع أرضية على سكان حي المكسيك تدخل المنتدى لإفشاله عبر مشروعه الممول من لدن دول الخليج.
كما أن وضعية البيئة بالمدينة خطيرة للغاية ولازال واد لحلو يقذف بقاذوراته في البحر وحول الشاطئ الى مطرح للمياه العادمة مما شوه الشاطئ الجميل للمدينة وتحول الى بركة آسنة. يضاف الى ذلك غياب محطة للمعالجة الخاصة بالنفايات الصلبة والسائلة مما جعل البيئة معرضة لخطر التلوث نظير السوائل الكيماوية الخطيرة التي يضخها معمل للألمنيوم قرب مطرح النفايات الصلبة مما يجعل المنطقة مهددة بالكامل بخطر تلوث المياه الجوفية.
ان رهان القوى السياسية بأصيلة على الدفاع عن خيار اعتماد اللائحة ناتج عن مظاهر الإستحواذ والإقصاء الذي يمارسه لوبي محمد بنعيسى على المدينة وجعل سكانها يضيقون بها ومن نخبها من فضل الرحيل عنها الى آفاق وطنية وأجنبية أخرى. ولازالت أصواتهم تتعالى عبر الفايسبوك حنينا وشوقا الى مدينة حرة وكريمة في وطن حر وكريم.
فالتمثيل النسبي واعتماد أكبر بقية الذي يكفله الإقتراع باللائحة سيجعل للعمل السياسي معنى ويفتح المجال أمام تنافس البرامج والاحزاب بدل تنافس الاشخاص والعرقيات في الظفر بمقاعد الدوائر التي تم تقسيمها على المقاس لتوفر أغلبية دائمة لرئيس المجلس البلدي.
ولو ألقى مرء ما نظرة سريعة على التقطيع الإنتخابي لتساءل كيف يعقل أن يخصص للمدينة القديمة ثلاثة دوائر مع العلم أن عدد المسجلين في اللوائح الإنتخابية بها لا يتجاوز الالف، فيما تم تخصيص دائرة واحدة لحي مرج أبي الطيب الأعلى الصفيحي الذي يصل عدد المسجلين به في اللوائح الإنتخابية الى أكثر من 1200 مواطن وكلهم يعيشون في ظروف سكنية غير لائقة وصعبة مع العلم ان عدد سكان المدينة القديمة تراجع بشكل كبير وأصبحت أغلبية دورها في ملكية سياح أجانب.
افتتاحية فضاء البوغاز الورقية في فبراير2014
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: الإقتراع باللائحة عنوان معركة أصيلة القادمة //افتتاحية Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top