تجري الضابطة القضائية التابعة لأمن طنجة أبحاثا لإيقاف متورطين في التغرير بتلميذتين تدرسان بثانوية عبد الله كنون، إحداهما لقيت مصرعها، مساء أول أمس (الثلاثاء)، إثر سقوطها من سلالم عمارة في طور التشييد، توجد بمنطقة الكنبورية ببني مكادة.
وحسب مصادر متطابقة، فإن الضحية القاصر (14 سنة)، أصيبت بكسور بعدما هوت من السلالم، ما دفع صديقتها التي تبلغ 17 سنة، والتي كانت رفقتها بالعمارة نفسها، إلى النزول لاستطلاع أحوالها، قبل أن تكتشف أنها تعاني إصابات بالغة الخطورة، لينتهي الموقف بتدخل أحد المغررين بالتلميذتين ويطلب من القاصر الثانية مرافقتها إلى منزل والديها، وهو ما استجابت له، إذ تمت الاستعانة بسيارة أجرة من الحجم الكبير للوصول إلى منزل والدي الضحية، إلا أن الحالة الصحية للأخيرة تضاعفت بسبب الكسور التي ألمت بها، وانتابتها غيبوبة عدة مرات، لتضطر صديقتها إلى إنزالها من سيارة الأجرة.
وأضافت المصادر نفسها أن الضحية فقدت الوعي تماما بعد نزولها وسقطت أرضا، فتم إبلاغ سيارة إسعاف لتحضر إلى المكان الذي أنزلهما فيه سائق سيارة الأجرة، لكن محاولة إنقاذ التلميذة باءت بالفشل، حيث فارقت الحياة قبل الدخول إلى مستشفى محمد الخامس.
أفادت المصادر نفسها أنه بعد التأكد من وفاتها جرى إيداعها مستودع الأموات، قبل وصول عناصر الشرطة القضائية، التي أجرت معاينة على جثتها، كما استمعت إلى أقوال القاصر الثانية التي كانت رفقتها. وانتهت الأبحاث الأولية إلى أن الضحية غرر بها وبصديقتها من قبل مجهولين، وقضت ليلة رفقتهم بالعمارة ذاتها، وبينما كان الآخرون يعاقرون الخمر دست لها مخدرات في مشروب غازي، ما أوقعها في حالة تخدير، ليتم منعها من العودة إلى منزل والديها، وفي الغد قضت اليوم كله في العمارة قبل أن تسقط حوالي السادسة مساء من أول أمس (الثلاثاء)، وتلقى حتفها بعد ساعة ونصف أثناء حملها على متن سيارة إسعاف.
وجرى الاستماع إلى صديقة الضحية بعد استدعاء ولي أمرها، بغية تحديد الملابسات الكاملة للواقعة والتعرف على هوية الأشخاص الذين كانوا بالمكان. وأظهرت الأبحاث أن الضحية غادرت بيت أسرتها يوما قبل الحادث، وأنها قضت الليلة بالعمارة مع رفيقتها وبعض الشباب، الذين جرى البحث عنهم وتحديد هويتهم. ومكنت المعلومات التي أدلت بها القاصر من إيقاف أحد المشتبه فيهم، الذين غرروا بالقاصر، إذ وضع رهن الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة للبحث معه وإيقاف باقي المتورطين. كما لم يتم الكشف عما إن كانت الضحية سقطت عرضيا من العلو سالف الذكر، أم أن الحادث وقع نتيجة تخديرها ومحاولتها الفرار. وهي الأشياء التي سيحل لغزها البحث مع الموقوف وإيقاف باقي المتورطين.
ولم تحدد مصادر "الصباح" إن كانت الضحية تعرضت لهتك العرض أو الاغتصاب، وهو ما ستبينه نتائج التشريح الطبي الذي أمرت به النيابة العامة.
0 التعليقات
