ان مسالة الثورة والتغيير تبدو لي وكأنها معادلة ابدية من حيث انها لا تقاس بجيل أو بجيلين أو ثلاثة بل هي مسار ومصير امة مفتوح على المستقبل ومتأثر بموروث الماضي ومعطيات الحاضر في جدلية وحركية دائمة دون توقف. وقد تطول أو تقصر مدة ظهور النتائج الملموسة في مكان وزمان ما حسب الشروط الموضوعية المتوفرة.
أما في حالتنا المغربية فان الطريق مازال طويلا طبعا. علما أن مقولة ما يسمى بالاصلاح أو التغيير الجدري انما هي مقولة ذات دلالة نسبية جدا في الزمان والمكان وحسب موازين القوى الفاعلة والمتفاعلة على الارض. . اذ ان ما يعتبر جدريا اليوم قد لا يكون كذلك غدا. كما أن التغيير بصفة محددة والتطور بصفة عامة يتمثلان وكأنهما مسلسل محطات مرحلية ومتغيرة الأهداف والنتائج.
ولعل المطلوب من المناضلين المخلصين لشعبهم ولمبادئهم ليس هو التسرع ولا الانتحار بدافع الاستفادة الآنية أو الشخصية من التغيير المحتمل. بل ما هو مطلوب منا طبعا هو الترفع والتجرد والصمود على الطريق والمحافظة على الشعلة نظيفة واضحة للأجيال القادمة دون الاستسلام الى الميولات الانتهازية أو اليأس ولا المساهمة في ترويج خطاب التمييع والتيئيس من حيث ندري او لا ندري.
ويقول المثل كل من سار على الدرب وصل. وطبعا من تعود على الأمة وقواتها الشعبية وليس على الأفراد مهما كانت مواقعهم الاجتماعية أو السلطوية. والله أعلم