ابقلم يونس لطهي///من حيث المبدأ، لا أحد يمكن له أن ينظر بعين الشك والريبة إلى مؤسسة تحمل صفة المنفعة العامة، كمؤسسة منتدى اصيلة مثلا. لكن حينما تهيمن هذه المؤسسة على الجماعة وتستحوذ على آلياتها، وتسخرها لصالحها مسنزفة وقودها، وتستنفر مواردها البشرية لخدمتها في كل ما تحتاجه في فترة موسمها الثقافي حيث لا نلفي نفس الاستنفار والتأهب لخدمة المواطنين. فالمؤسسة ، إذن، تبتلع الجماعة لتحقيق أغراصها الخاصة،وتبقى باقي الأحياء في تهميش وإقصاء وعدم استفادة من الخدمات الجماعية. ونظرا لكثرة الإهانة التي تلقها الرئيس من طرف المحتجين على سياسته في تدبير شؤون المدينة، اجتاحه الخوف والتوجس من وجوه غير مألوفة، قد تحمل نوايا شريرة، وقد تكيله سوء الإهانة والتجريح أمام ضيوفه، فلجأ إلى خدمة بعض الموظفين لملئ القاعة وتأثيث المشهد حيث تقام الندوات، والتي تظل في الغالب فارغة لا تستهوي أحدا من أبناء المدينة..
كما تستغل سلطتها التنفيذية في منح الرخص لابتزاز المقاولين وغصب عقارات في ملكيتهم تغذي بها نهمها الجشع في مراكمة عقارات تستغلها في إقامة مشاريع خاصة بها لا تعود بالنفع على الجماعة. بمعنى، ان رئيس المجلس الجماعي يمارس باتزازا ناعما للضعط على المقاولين لفائدة منتدى أصيلة.
فحسب المادة 50 من الميثاق الجماعي الجديد، يمارس رئيس المجلس الجماعي اختصاصات الشرطة الإدارية عن طريق اتخاذ قرارات تنظيمية وبواسطة تدابير الشرطة الفردية هي المنع أو الأمر أو الإذن. ولا ينعقد له أن يصدر إشهادا لأحد المقاولين بعد أن طلب هذا الأخير تجزيء بقعة أرضية في ملكيته.
لتبديد هذا الغموض، نصيغ السؤال بطريقة أخرى: لماذا لم يكتف رئيس المجلس الجماعي بالترخيص أو الرفض، ومنح إشهادا ينص فيه أنه لا يرى مانعا في ذلك، شريطة تقديم ملف تقني شامل من طرف مهندس مختص.
الجواب يكمن في أن المقاول تعرض لعملية ابتزاز ناعمة تستشف من الهبة التي وهبها- هكتاران- إلى مؤسسة منتدى أصيلة التي يرأسها رئيس المجلس الجماعي نفسه.
واضح للعيان أن رئيس المجلس الجماعي بوصفه سلطة تنفيذية للجماعة، وبعد أن ضمن الهبة لمؤسسة منتدى أصيلة التي يرأسها، منح إشهادا للمقاول لطمأنته أنه سيتلقى المساعدة الكافية للحصول على رخصة تجزيء بقعته،رغم الحذر الشديد في صياغة الإشهاد.
وتجدر الإشارة إلى أن البقعة موضوع الهبة ستخصص لإنشاء مدرسة خاصة تديرها مؤسسة منتدى أصيلة.
كما لجأ رئيس المجلس الجماعي لنفس أسلوب الابتزاز للحصول على هكتار لصالح مؤسسة منتدى أصيلة بعد ان أفرج لسمسار معروف في المدينة عن تجزئة بالقرب من الفندقية وساعده على تقسيم بقعة عشوائية بمنحه شواهد إدارية واشترى منه لصالح الجماعة بقعة لتوسيع مقبرة الريحان..
كما تستغل المجلس في التصويت على منحة لها بقيمة 3.000.000 درهم صادرة من وزارة الداخلية، مع ان الجماعة في الغالب وفي هذه الفترة الانتدابية بالذات، لا تتمتع بفائض حقيقي يمكن رصده لانجاز مشاريع تنموية في المدينة. وقد اثارت هذه المنحة ومازالت تثير لغطا وجدلا واسعا مع ان الامر في غاية الوضوح. فالمؤسسة تتلقى منحة من وزارة الداخلية لكن لكي تحصل عليها لا بد لها من موافقة المجلس.فالامر أكثر من ان يلعب المجلس دور ساعي البريد. وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الجهوي للحسابات استفسر الرئيس عن استفادة المؤسسة بنسبة 96في المائة من مجموع المنح المخصصة للجمعيات بالمدينة ودعاه إلى منح المنح على أساس برامج معدة سلفا من طرف الجمعيات. هذا بالإضافة إلى ان رئيس المجلس الجماعي الذي هو في الوقت ذاته أمين منتدى اصيلة، حول الجماعة إلى أداة عقارية لنزع ملكية عقارات لإنجاز مشاريع دون وجود اتفاقية شراكة بين الجماعة و المؤسسة. وحتى لا يبقى كلامنا مبهما نورد مثالا على ذلك. لقد قامت الجماعة بنزع ملكية عقار لأحد الخواص المقابل لدار الصباح للتضامن من اجل إحداث حديقة و قبل ان تنتهي المسطرة الإدارية لنزع الملكية ناهيك عن المسطرة القضائية،شرعت المؤسسة في بناء الحديقة. مما اعتبره صاحب العقار بأنه ترامي على أرضه ورفع دعوى قضائية ضد الجماعة ومازالت القضية في ردهات المحاكم.
قد يعاب على هذا الكلام القول بأن الجماعة ملزمة وفق القانون بدعم الجمعيات و مساعدتها على تحقيق برامجها. لكن، وكما ذكرنا سالفا، ح
ينما تتحول الجماعة إلى أداة طيعة في يد المؤسسة، تستغلها لتحقيق مآربها الخاصة وتستغلها كذلك كأداة ضغط على المقاولين وأصحاب العقارات، و غيرها من أنواع الاستغلال الذي تفتقد للشفافية و النزاهة. فالمسألة فيها نظر، ولاندري حقيقة أين تبدأ الجماعة وأين تنتهي المؤسسة؟؟
0 التعليقات
