البيان الختامي
للمؤتمر الوطني الثاني لحزب النهضة والفضيلة
عقد حزب النهضة والفضيلة مؤتمره الوطني الثاني يوم الأحد 10 جمادى الثانية 1434 هـ الموافق لـ 21 أبريل 2013 م، بقاعة مسرح محمد الخامس بالرباط، تحت شعار: "الإسلام سبيلنا، المصالحة هدفنا، والوحدة خيارنا"، بتمثيل مكثف لمؤتمري الحزب من مختلف جهات المملكة، وبحضور خاص لنخبة من رجال السياسة والفكر والإعلام على الصعيدين الوطني والدولي.
ويعتبر حزب النهضة والفضيلة مؤتمره الوطني الثاني محطة بارزة في تاريخه، من حيث كونها مناسبة لتجديد العهد على مواصلة النضال من أجل الإسهام في تثبيت أسس دولة الحق والقانون والمؤسسات، وتكريس قيم المشاركة الإيجابية والتضامن والعمل السياسي الرشيد، فضلا عن زرع دماء جديدة في أوصال الهياكل التنظيمية للحزب.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في سياق هجمة شرسة يشنها خصوم وحدتنا الترابية على سيادة الأمة المغربية، حيث أعرب المؤتمر في مختلف مراحل أشغاله عن إدانته الشديدة للتدخل الأمريكي السافر في الشأن المغربي الداخلي، من خلال محاولة الالتفاف على حقائق الأرض والتاريخ والهوية الوطنية، بتمرير قرار جائر وغير مفهوم، يستهدف غمط حق المملكة المغربية في ممارسة سيادتها على كافة أراضيها.
وطالب المؤتمر باسترجاع أراضينا المحتلة في الصحراء الشرقية، وتدويل قضية استيلاء الجزائر على مساحات شاسعة من الأراضي بدون وجه حق، داعيا إلى رفع قضية المهجرين المغاربة من الجزائر إلى المنظومة الدولية لحقوق الإنسان.
ولقد طرح المؤتمر في هذا السياق مقترحا ينص على إطلاق مسلسل الحكم الذاتي من خلال عقد المؤتمر التأسيسي لالتئام أبناء أقاليمنا الجنوبية على مشروعهم الوطني اللامركزي الواعد، ليكون مشروع الحكم الذاتي في صحرائنا المغربية باكورة التطبيق الفعلي للجهوية الموسعة كمنظومة حكامة راشدة وعصرية.
وتطرق المؤتمر إلى موضوع المصالحة الوطنية، معتبرا إياها آلية لتثبيت أسس الأمن والاستقرار بالبلاد، عبر إيجاد مقاربة شمولية لحل ملفات الاعتقال السياسي عموما وترتيب صيغة لحل ملف ما يعرف بالسلفية الجهادية على الخصوص، مقترحا في هذا الإطار تنظيم مناظرة وطنية بين كافة المتدخلين في هذا الملف، وفي مقدمتهم ممثلو الدولة والفاعلون السياسيون والحقوقيون، فضلا عن ممثلي المعتقلين أنفسهم.
وخلص المؤتمر الوطني الثاني لحزب النهضة والفضيلة إلى أن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تمر منها البلاد، تجعل من أولى الأولويات اليوم، ضرورة البحث عن صيغة للإنقاذ الوطني، تشترك فيها كل مكونات البلاد، وتلتقي فيها كل الإرادات حول المصلحة العليا للبلاد.
وانتخب المؤتمرون الأخ محمد خليدي أمينا عاما للحزب، مجددين فيه الثقة، ومقلدين إياه مهمة قيادته، وفق مقتضيات النظام الأساسي.