07‏/03‏/2013

المعركة الأخيرة لمحمد بنعيسى

محمد بنعيسى

تحليل إخباري
إسماعيل طاهري


يمكن القول أن محمد بنعيسى دخل المعركة الأخيرة في صراعه من أجل الإحتفاظ بكرسيه على هرم السلطة في أصيلة. وعشية الإنتخابات الجماعية المقبلة يبدو أنه مصمم على القتال الى آخر نفس من أجل الإحتفاظ بمعجزة السيطرة الكاملة على مقاعد المجلس البلدي. أما على مستوى المنتدى فلا أحد ينازعه الرئاسة وهو مستعد لحل المنتدى اذا ما ظهر تعارض على مستوى عدم احترام روح القانون المنظم للجمعيات خصوصا ما يرتبط بتداول المهام بين الأعضاء. وهذه قضية أخرى.
والمحقق أن رجل أصيلة المدمن على السلطة يحمل في تكوينه عقلية الطغاة كما ذهب الى ذلك الدكتور يحيى بن الوليد، لذلك فلا يمكن أن ينتظر منه الإستسلام بسهولة فشعاره" محمد بنعيسى وأصيلة مدى الحياة" يختزل هذه العقلية القذافية التي تكون أو لا تكون.لذلك فأصيلة بالنسبة لبنعيسى قضية حياة أو موت. وإذا كسب بنعيسى معركته في إدخال معارضه الشرس الى السجن فإنه سيكون قد حسم المعركة مسبقا ولن يكون آنذاك محتاج الى كبير جهد للعودة الى رئاسة بلدية أصيلة.
والظاهر أن هذا الخيار كاد أن يتحقق لولا انتفاضة المجتمع المدني والهيئات الحقوقية لردع كل المحاولات التي كانت ترمي الى إبعاد بنسعدون عن الحياة العامة.لكن المخاطر لازالت قائمة في وجه معسكر الزبير بنسعدون والدسائس لم تعد في حاجة الى حبكها بسرية فقد جند اللوبي المعارض لطروحات التغيير كل وسائله للتضييق على كل المناضلين التواقين الى التغيير في المدينة الزرقاء وفي مقدمتهم بنسعدون من خلال سيل من الشكايات الوهمية والكيدية التي يتقدم بها الطابور الخامس للتضييق عليه في أفق تحجيم دوره والإستعداد للإنقضاض عليه عندما تحين ساعة الصفر.

وإذا خسر بنعيسى معركة حرمان الزبير من المشاركة في الإنتخابات القادمة فإن أيامه ستكون عسيرة، وربما إذا ما تم اعتماد اللائحة بأصيلة وتقدمت القوى المعارضة في لائحة مشتركة فإن حظوظ بنعيسى في العودة الى رئاسة المجلس البلدي تبقى مهددة تهديدا حقيقيا غير مسبوق.وإذا كسب الزبير معركة الحرية التي يدافع عنها بمؤازرة قوية من قوى حقوقية وديمقراطية ووطنية جادة فإن معركة الإنتخابات القادمة ستكون أشبه بحرب داحس والغبراء.نحن نعرف أنه وبمجرد تمكن حركة التغيير بالمدينة من كسر شوكة قدسية مهرجان المنتدى عام 2011 عمل اللوبي المهيمن على تحريك المساطر وتوظيف القضاء وتجار المخدرات لمهاجمة حتى اجتماعات المجلس البلدي في دوراته العلنية.في الأفق نفسه يأتي الإعلان الرسمي لأنصار حزب صديق الملك أن الحزب ممتن لدعم بنعيسى له خلال الإنتخابات الأخيرة. وما احتضان مركز الملتقيات الدولية المملوك لبنعيسى لعقد المؤتمر الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بطنجة أصيلة إلا خطوة استباقية للخروج من دائرة الغموض التي سادت فيما يتعلق بالوجهة التي سيترشح بها بنعيسى وأنصاره. فبعد محاولات يائسة للعودة الى الأحرار وطرق باب التقدم والإشتراكية، والتقرب من حزب العدالة والتنمية. يبدو أن البام أصبح الحاضن الوفي لأمثال بنعيسى في مختلف ربوع التراب الوطني من بقايا الحرس القديم المنتهي الصلاحية.وبعد كسب الحضور التنظيمي في الكتابة الجهوية ثم الإقليمية للبام بطنجة تكون الطريق قد عبدت بشكل نهائي أمامه للترشح باسم البام، هو طبعا سيترشح بشكل مستقل لكن بلائحة منتمية سياسيا. وأكثر ما يتمناه مريدي بنعيسى في المجلس البلدي هو أن يعاد انتخابهم في دوائرهم باسم بنعيسى، لذلك رأينا أغلبهم يتحركون في حماس ونشاط منقطع النظير في مؤتمر البام الأخير.وإذا ما تشتت القوى الديمقراطية و أو حرمت الساحة السياسية من حضور الزبير و أو تم رفض اعتماد اللائحة في الإنتخابات القادمة، يتخوف جزء من الرأي العام، أن يقدم بنعيسى على ترشيح نخبة جديدة الى المجلس البلدي من غير الحيوانات السياسية وينفذ تهديده الشهير بأنه صانع المستشارين والضامن الوحيد لفوزهم بمقاعدهم المريحة. ومما روي عنه أنه ما فتئ يهدد هذا الصنف من المستشارين أنه لو رشح الحمير في دوائرهم لنجحوا.لكن دخول الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الخط قد يفسد على بنعيسى استعداداته الأخيرة للإنتخابات، واستدعاؤه الى مقر الفرقة بالدار البيضاء للإستماع اليه في ملف المركب الرياضي لأصيلةيعتبر بحق أكبر هزة قضائية يواجهها عرش بنعيسى منذ 30 سنة.وقالت المعلومات الواردة من القصر البلدي لأصيلة أن الفرقة ستراسل قريبا وعبر الفاكس إدارة الجماعة لمد الفرقة بالمعلومات الضرورية حول ملف المركب الرياضي. كما استمعت الفرقة لمختلف المرتبطين بموضوع المركب من مساهي شركة فيرا العقارية والسماسرة المتدخلين في عمليات البيع والشراء التي تمت قبل 20 سنة.وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية شرعت في تحقيقاتها المتعلقة باختلاسات المركب الرياضي لأصيلة اليوم الخميس 13 دجنبر في الإستماع الى مستشارين جماعيين ببلدية أصيلة كانا وضعا شكاية في المحكمة المالية بالرباط عبر المحامي الحبيب حاجي. ويتعلق الأمر بالمستشار الزبير بنسعدون والمستشار يونس لطهي عضوي المجلس الوطني للتجمع الوطني للأحرار.وكان الحبيب حاجي من هيئة تطوان فجر فضيحة عقارية في مدينة أصيلة بعد رفعه دعوى قضائية ضد محمد بنعيسى، رئيس بلدية أصيلة، في المحكمة المالية في الرباط نيابة عن المستشارين الجماعيين بالجماعة الحضرية لأصيلة.وحسب الشكاية، التي نشرنا ها في العدد الأخير من الجريدة، فإن الوعاء العقاري للمركب لازال مسجلا في المحافظة العقارية في اسم شركة فيرا لمالكها السيد عبد القادر عفاش، وهو صهر محمد بنعيسى منذ سنة 1993 وكان المحامي لحبيب حاجي صرح لجريدة فضاء البوغاز إن الشكاية تتساءل لماذا ظلت ملكية المركب في اسم شركة فيرا رغم ان البلدية تدعي ملكيته وتتصرف فيه؟. وذكرت مصادر مطلعة على الملف أن وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري أشر على بناء المركب الرياضي دون الحسم في تسجيل البقعة الأرضية في اسم الجماعة الحضرية لأصيلة لدى المحافظة العقارية.
وبهذا المعنى فهو متورط في الملف . كما أن صندوق الإيداع والتدبير منح الاموال الخاصة بالمشروع دون تحققه من نقل ملكية المركب الى الجماعة الحضرية لأصيلة.وكانت مذكرة للمجلس الجهوي للحسابات قد سجلت سنة 2009 عدة ملاحظات على طريقة استغلال المركب الرياضي وما شابها لسنوات من خروقات متعددة لكنها لم تلتفت الى ملكية المركب كما أن التقرير النهائي للمجلس الأعلى للحسابات سكت عن الملف وتم تعويم قضية ممتلكات أصيلة في تقرير مشترك مع مدن أخرى كالعرائش والفنيدق.



  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: المعركة الأخيرة لمحمد بنعيسى Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top