إسماعيل طاهري
تدخل جماعة العدل والإحسان مرحلة جديدة من تاريخها الدعوي والسياسي بعد رحيل مرشدها عبد السلام ياسين صباح الخميس 13 دجنبر 2012.عن سن يناهز 87 سنة.
وتأتي وفاة ياسين المفاجئة لتعيد الى الأضواء مسألة الخلافة داخل الجماعة المثيرة للجدل ذات التوجه الصوفي العرفاني وجنوحها الى السلم رغم كون جناحها الجامعي يجنح الى ممارسة العنف في حق الفصائل الطلابية اليسارية.
ومع ذلك يبقى الشيخ ياسين معلمة سياسية من معالم المغرب الحديث نظرا لما كانت تثيره كتاباته حول المنهاج النبوي والحوار مع الفضلاء الديمقراطيين وهما الكتابات الشهيران للشيخ ياسين اللذين رافق صدورهما خلال التسعينات من القرن الماضي نقاشا عموميا واسعا بشأنهما نظرا لأهمية ما أثارها من تبيان لنظرية القومة والتغيير السلمي للحكم واعادة الخلافة على المنهاج النبوي .
ويحسب للشيخ ياسين انه منح الحرية لابنته نادية ولم يوقفها بعد تصريحاتها المدافعة عن حرية المرأة وتفظيلها للنظام الجمهوي كما أنه خلف تنظيما قويا عدة وعددا وعمل في العشرية الأخيرة على اعادة هيكلة الجماعة من خلال احداث الدائرة السياسية كاستجابة واعية للتحولات التي عرفها المغرب والانفتاح السياسي الذي عقب ميلاد حكومة التناوب برئاسة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي وهو اتجاه مهم نحو تحويل الجماعة الى حزب سياسي. ورغم كون هذا التوجه بطيئا فانه سيساعد لا محالة على التخفيف على الجماعة من صدمة رحيل زعيمها ومرشدها الروحي.
تحية للرجل الذي مات على مبادئه ولم يبدل تبديلا
رحمه الله وانا لله وانا اليه راجعون